سهم بن ضاوي الدعجاني
يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله-: أن « تاريخ الملك عبد العزيز - رحمه الله - لا يقتصر على جوانب الكفاح وإنجازات التوحيد والبناء فحسب، التي هي مهمة ومعلومة للجميع، وإنما يتضمن جوانب كثيرة تبرز فيها شخصيته الإنسانية»، من هنا سأكتب عن «يوم الوطن» من خلال المنهج الإنساني الأصيل لهذه المملكة العظيمة وحكامها، والذي جاء على سيرة ونهج جلالة الملك المؤسس، خاصة وأن شخصية الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - استحوذت على اهتمام كثير من الزعماء والمفكرين والكتاب من مختلف الثقافات، فأنبرت أقلامهم تحاول جاهدة وصف هذا القائد الملهم وتتناول عبقرياته الفذة، وصفاته القيادية، وإنسانيته الرحيمة، رجل كان أمة في شخصيته العبقرية التي لا يمكن أن توصف إلا أنها ذات تميز وتأثير قوي وشامل، في البداية يجب التأكيد على أن المملكة العربية السعودية تستمد إلهامها في رسالتها الإنسانية من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يأمر بإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، ومعالجة المريض والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته، هذه المبادئ الإنسانية شكلت ملامح دور المملكة المتميز في العمل الإنساني على الصعيدين المحلي والدولي، لذا تتبنى المملكة نهجاً شاملاً لتحقيق التنمية المستدامة من خلال رسالتها العالمية، وهي تمد يدها بالعون والمساندة لكل من يحتاج إليها، سواء كانت دولاً شقيقة أو أفراداً في محنهم وحروبهم، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية في شتى المجالات، بما في ذلك الإغاثة العاجلة، ودعم اللاجئين والنازحين، وتمكين التعليم والتوظيف.
تعكس المؤسسات السعودية الإغاثية والمنصات الخيرية المختلفة، مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التزام المملكة المستمر بدعم المجتمعات المتضررة، حيث تقوم بتقديم المساعدات الطارئة للمتأثرين بالكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، لذا كان للمملكة في خضم التحديات العالمية، دورٌ بارز في مواجهة الكثير من الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف قارات العالم.
كما كانت بلادنا مثالاً يحتذى، ولها بصمتها في وضع البعد الإنساني على رأس قائمة أولوياتها واهتماماتها المختلفة والتي هي خارطة طريق نحو «أنسنة العالم» على الطريقة السعودية، من خلال العمل الخيري الإنساني غير المسيس والذي لا يرتبط بأي لون أو جنسية، عبر إطلاق العديد من المبادرات والمساعدات؛ إيماناً منها بأهمية الدور الإغاثي والتنموي تجاه ليس فقط شقيقاتها من الدول المتضررة بل لكل الدول المحتاجة، الأمر الذي يجعل من البعد الإنساني استراتيجية ثابتة في سياسة المملكة الذي لا يتعامل مع الضحايا من منظور إنساني وليس سياسياً.. ومدت المملكة يدها بعطاء وسخاء وسجّلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظمات عالمية، وتلقت الدول التي تعرضت لكوارث وحروب مساعدات طبية، ولا يزال العمل والدعم المقدم من المملكة متواصلاً ليلاً ونهاراً لتخفيف معاناة شعوب العالم بلا استثناء أو تميز.
السؤال الحلم
لماذا نكتب عن «البعد الإنساني» في يوم الوطن؟، لكي نبرهن للشباب السعودي أن وطنهم، وطن عطاء ورحمة لجميع شعوب الأرض، مما يجعله مصدر فخر واعتزاز لهم، لأن الأعمال الإنسانية «لوطنهم العظيم هي أول من سيستقبلهم في المطارات ومحطات القطارات وواجهات المنصات الرقمية حول العالم، بل شاشات الأخبار في كل صباح حيث سيجدون البعد الإنساني لمملكتهم يتصدر شريط الأخبار في مختلف القنوات الإخبارية المحلية والإقليمية والعالمية، مما سيمنحهم شعورا بالاعتزاز والفخر في يوم الوطن، باختصار، نحن دولة الإنسان ومهبط كرامته رغم أنوف الحاقدين، وهنا تذكرت مع تولي المملكة رئاسة «مجموعة العشرين» كانت الرياض وما زالت منبعاً لكثير من المبادرات في مجالات الصحة والطاقة والتعليم والتجارة والتقنية والتنمية؛ حيث ظهر لهذه المبادرات أثرها وانعكاسها على المستوى الدولي، وكان من اللافت تفعيل هذه المبادرات على أرض الواقع، بعد أن عززت المملكة التعاون والتنسيق مع نظرائها على أساس المبادئ والمصالح المشتركة، لتساهم في تمكين الإنسان حول العالم من خلال توليد الفرص الاقتصادية، وتعزيز استدامة الكوكب، وجني فوائد التقدم التقني والابتكار لمصلحة الإنسان أنّى كان تحت أي سماء وفوق أي أرض، فهو «المستهدف» بسياسة المملكة حماية ومساعدة وإغاثة وعلاجاً في حال الحروب أو الكوارث الطبيعية لا سمح الله.