: آخر تحديث

المعلومات المدنية... يسّروا!

3
3
3

حمد الحمد

(يسروا ولا تعسروا)... جملة بليغة من حديث شريف، ولكن تحمل معاني أكبر ويفترض أن تكون شعار أي جهة حكومية.

قبل يومين، كنت في هيئة المعلومات المدنية، وهي جهة مهمة وعليها ضغط ولا ألوم الموظفين ولا الإدارة، لكن الازدحام بها وكانك في الحرم المكي في العشر الأواخر من رمضان.

كنت هناك لإنجاز معاملة، أخذت الرقم وبعد ساعة أو ساعة ونصف الساعة جاء دوري، إلا وأنا أمام موظفة طلبت بطاقتي المدنية، قدمتها، قالت لا أريد صورة، وكذلك أريد صورة وثيقة البيت. قلت لا أملك ذلك، واكتشفت أن هذا المبنى لا يوجد به أي مركز تصوير، وإذا أردت التصوير فعليّ أن أذهب بسيارتي 10 كيلومترات حتى أحصل على مركز.

قلت للموظفة الآن آخر الدوام سأعود غداً وأراجعك مباشرة بدل الانتظار، قالت: لا غداً يجب أن تأخد رقماً وتنتظر... ليش هذه المعاملة، بدل ما تقول حيّاك؟

السؤال: لماذا طلب صورة البطاقة وصورة بطاقتي موجودة، وكذلك صورة الوثيقة في الجهاز أمامها، بل لو لديك عمارة بها 20 مستأجراً عندما يرغب مستأجر في تعديل عنوانه فكل مستأجر يقدّم كذلك صورة وثيقة المبنى... لماذا؟ لا أعرف!

عموما انتقدت الوضع وكتبت تغريدة، وفي الحال وصلت رسالة من تلك الجهة لي، بأن أتواصل معها، وعدت في اليوم التالي، ومسؤول ابن حلال أنجز المعاملة في ظرف عشر دقائق.

ما أعنيه رغم وجود «سهل» الذي سهّل كل شيء، إلا أن طلبات كهذه لا معنى لها، وهي تعطيل للناس وللموظفين.

عموماً يا هيئة! ما الذي يمنع من تأجير مكاتب تصوير في المبنى أو بجانبه للتصوير بدلاً من ترك الناس تتعذب وتدور بالكويت وتعمل ازدحاماً بالطرق بلا معنى؟ ولماذا طلب صور رغم أن كل المعلومات متوافرة في الجهاز؟

تذكرت أن هناك نهجاً عالمياً وهو الثقة بالإنسان. وأذكر في التسعينيات عندما كنت في كندا وكان عندي حساب في بنك، وكنت أستغرب إذا أردت سحب مبلغ، فإن الموظفة لا تطلب هويتي، وتصرف المبلغ على مبدأ أن كل إنسان صادق.

(يسروا ولا تعسروا)، أقولها... فقد تصل الرسالة، لأن طلباً كهذا صور بيروقراطية بغيضة، وهي التي تزيد من الزحام وتشغل الموظفين والإدارة بلا معنى!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.