: آخر تحديث

رسالة وقحة

1
1
1

رسالة وقحة تجاوزت كل أصول السيادة واستقلالية الدول، وجهتها الصهيونية الإسرائيلية ضد كل بيت خليجي وعربي في عدوانها الخسيس على قطر.

الرسالة الإسرائيلية قالت وتقول: لا حدود لعدواننا، ولا رادع ليدنا الملطخة بالدم، الأمر الذي يؤكد، بل يستدعي وبقوة موقفاً عربياً موحداً صارماً مختلفاً عما تعودنا وتعود العالم عليه منا.

للأسف الشديد إننا كعرب وإسلام لم نتخذ موقفاً صلباً رادعاً قوياً طيلة ابتلاع إسرائيل للإنسانية ضد أهالينا في غزة، الذين نالهم منها ما لم ينله أي شعب طيلة السنتين السابقتين، بدأت بالقصف والردم والقتل والتهجير، وصولاً للتجويع الذي طال الأطفال الصغار قبل الكبار.

اليوم، تجاوزت إسرائيل في جريمتها هذه كل الخطوط، حين قصفت أرضاً آمنة لم تكن يوماً ساحة حرب، بل كانت ساحة وساطة وخير معين للوصول إلى أقرب حالات السلام لإنقاذ ما تبقى.

ما جرى في قطر الشقيقة ليس عدواناً على قطر وحدها، بل استهزاء صريح بكل العرب، وامتحان لإرادة الخليج مجتمعاً.

هذا كله يؤكد على أن يكون الرد في حجم الفعل، فالمواقف الناعمة، وكلمات الاستنكار والبيانات المكررة، لم تعد تكفي. ولا تجدي، يجب أن تتغير لغة الاحتجاج والاستنكار، لتنتقل من السطور على الصفحات الى رد على أرض الواقع.

إسرائيل اثبتت انها لا تسمع إلا لغة القوة، (وهو امر وللاسف لم تجربه حتى مع ظهرها وداعمها الاول «الولايات المتحدة»)، ولا تحترم إلا من يضع لها حدوداً واضحة.

حان الوقت فعلاً لقرار عربي وخليجي قوي صريح، لا يقبل المواربة، فأمن قطر هو أمن الخليج، والاعتداء على الدوحة هو اعتداء على الرياض والكويت وأبوظبي والمنامة ومسقط.

الرد الحقيقي يجب ان ينطلق اولا من موقف خليجي واحد، ثم عربي شامل: سحب السفراء، تجميد العلاقات، إغلاق الأبواب أمام أي تعامل اقتصادي أو سياسي مع الكيان... يلي ذلك تحرك دولي قانوني لمحاكمة المعتدي على سيادة دولة عضوة في الأمم المتحدة.

الدفاعات الخليجية والعربية المشتركة حان وقتها اليوم، حتى لا يظن المعتدي (كما تعودنا وللاسف) أن الأرض العربية سائبة، وأن سماءنا مفتوحة لصواريخه وطائراته... لأن وضعنا الحالي يشير الى ذلك، حتى اصبحنا وللأسف تابعه قفة.

الاعتراف بالحق فضيلة، دولنا ليست بمحل المواجهة العسكرية مع اسرائيل بكل القوة الضخمة التي تساندها امريكا، ولكن يمكن استخدام الذراع الاقتصادية والاستثمارية في هذه الحالة، والتهديد بسحبها واعادة تموضعها في عواصم اخرى اكثر احترامنا لنا.

نحن، اليوم، بالفعل أمام لحظة فارقة: إما أن نرتقي إلى مستوى الحدث، ونكتب صفحة جديدة من تاريخ الكرامة العربية، وإما نترك الغطرسة الصهيونية تزداد وقاحة، لتطرق أبواب عواصمنا واحدة تلو الأخرى.

إن القصف على قطر ليس إنذاراً لقطر وحدها، بل هو جرس خطر لكل عربي ما زال يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تحسب للعلاقات أو تخضع لمنطق القانون.

الرد لم يعد، اليوم، خياراً، بل فرض عين على كل دولة عربية تريد أن تحمي شعبها وتبقى على قدر المسؤولية أمام التاريخ.

نقطة على السطر.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد