: آخر تحديث

من التالي بعد قطر؟

2
2
2

ضاري الشريدة

حينما وقع الهجوم الإسرائيلي على الشقيقة قطر أخيراً، اكتظت آراء العرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين غالبية عربية متضامنة ومتعاطفة مع قطر، وأقلية تناولت الحدث بشكل منحط وسافل يفوق في سفالته العدوان الإسرائيلي...

هذه الأقلية هي ذاتها التي لا تكترث بأي حدث يقع في أي بقعة من أرجاء الوطن العربي، فلا تحَلَّوا بالقيم والمروءة العربية، ولا تخلَّقوا بأخلاق الإسلام.

الهجوم الإسرائيلي في الواقع يعبِّر بشكل واضح ويؤكد على الأخلاق الوضيعة لهذا العدو الغاشم، الذي ذكرت مراراً وتكراراً أنه لن تجدي معه أي مبادرات سلام أو مفاوضات، هو يرانا جميعاً أعداء له ولكيانه المغتصب، ونحن نراه كذلك أيضاً، ولكن الفرق بيننا وبينهم هو أنه تجرأ مراراً واعتاد في الآونة الأخيرة على انتهاك سيادة بعض الدول العربية التي هي في الوقع دول أعضاء في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وأخيراً اعتدى على دولة خليجية عضو في مجلس التعاون الخليجي، غير آبه بأي موقف عربي أو خليجي أو أي اتفاقيات دفاع مشتركة بين تلك الدول العربية أو الخليجية.

إن ما حدث هو رسالة لكل الدول العربية، مفادها بأن طيراننا سيهاجم أي كيان من هذه الكيانات الـ22، وبطبيعة الحال لن يلتزم هذا العدو بأي قانون دولي، لأنه ومنذ إعلان قيام دولته في عام 1948 وهو يكسر القوانين الدولية بشكل متكرر، وظل على مدى عقود يوسع من دائرة الاستيطان ويقتل ويجوع أصحاب الأرض الأصليين، وأعماله ووحشيته لا تدل إلا على أمر واحد فقط، وهو أنه عبارة عن كيان دخيل وموقت، ولا يمت لمحيطه الجغرافي بأي صلة.

الدول الخليجية والعربية بمعية الشركاء الدوليين، يجب أن تكون لهم مواقف أكثر حدة وأكثر قوة وتأثيراً، وإلا سيأتي الدور على الجميع، إضافة إلى وجوب التركيز على الدفاعات الجوية وتطويرها من خلال الاعتماد على مصادر تسليح متنوعة ومتعددة من دون مجاملة لمعسكر شرقي أو غربي، وما حدث مع الشقيقة قطر يمكن أن يتكرر مع أي دولة عربية.

خزة القلم:

القضية اليوم ليست قضية حزب أو تيار سياسي أو إسلامي، القضية أكبر من ذلك بكثير، أربع دول عربية تعرضت للاعتداء وانتهاك السيادة في ظرف 24 ساعة، من قبل عدو واحد... «اصحوا»!

X: @dalshereda


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.