يعتقد البعض أن الموظف حين يقرر المغادرة فهو يفعل ذلك في الغالب بسبب المدير وليس بسبب المنظمة، يقول أحد الموظفين: أعمل في بيئة غير مثالية لكني مستمر لأن المدير الذي أعمل معه يتصف بصفات تجمع بين الكفاءة المهنية والجوانب الإنسانية، يتعامل مع فريق العمل بتواضع لا يتضمن التنازل عن معايير جودة الأداء، يستثمر قدرات الزملاء ولا ينظر لهم كمنافسين، يدعم الموظف في كل الظروف، يرحب بالرأي الآخر، يحفز على المبادرات، يعلن الإنجازات، ويشير إلى أصحابها ويكافؤهم، يمتلك مهارة التواصل والإنصات، يرحب بالنقد الموضوعي وبالمشاركة قبل اتخاذ القرارات، يشجع الطموح ويدعم برامج التدريب والتطوير، يبني علاقة ثقة بالموظفين تساهم في تعزيز الانتماء والولاء للمنظمة.
موظف آخر يعمل في منظمة ذات بيئة عمل متطورة، كونت صورة ذهنية إيجابية في المجتمع، بيئة عمل إيجابية في جوانبها المادية والمعنوية، منظمة جاذبة للكفاءات، هذا الموظف رغم تلك الإيجابيات يقرر المغادرة والبحث عن بديل بسبب أسلوب المدير في الإدارة والتعامل مع الموظفين بطريقة القرارات غير القابلة للنقاش، وبأسلوب النقد السلبي الذي يبحث عن الأخطاء لتنفيذ العقوبات وليس لغرض التطوير، المدير الذي همه الأول متابعة الحضور والانصراف، الذي يعاتب الموظف المنجز المبدع لأنه تأخر خمس دقائق عن موعد بداية العمل أو بداية اجتماع! مدير يمارس التنمر، ويتعامل مع الموظفين بطريقة غير عادلة، وليس لديه وقت لتسليط الضوء على الإيجابيات.
هل ولاء الموظف للمدير في الحالة الأولى، وللمنظمة في الحالة الثانية؟ الانتماء موجود في الحالتين، لأن الموظف هو رسمياً أحد منسوبي المنظمة في كلا الحالتين، ولكن حين نتكلم عن الولاء فالحديث هنا يكون عن الإخلاص والمسؤولية والالتزام بواجبات الوظيفة، وهذا الولاء لا يتحقق بدون الرضا الوظيفي والعدالة والتقدير والتشجيع ووضوح والعلاقات الإيجابية التي تخدم أهداف المنظمة وأهداف الأفراد وتتيح فرص المشاركة والتطوير للجميع بمعايير مهنية وليس شخصية، لن ينجح ولاء للمدير دون المنظمة ولا ولاء للمنظمة دون المدير، الرئيس والمرؤوس زملاء عمل يعملان معاً لخدمة المنظمة، المدير أي مدير لا ينجح بدون مهارات قيادية تجعله قادراً على التعامل مع الناس قبل أن يكون قادراً على إدارة العمل، المهارات القيادية هي مجموعة صفات مهنية وإنسانية من أبرزها الثقة بالمرؤوسين والاستماع لهم والتوقعات الإيجابية، والاحترام والتقدير والإشادة علناً بالإنجازات ووضوح الأهداف، الإدارة لا تكتمل بدون مهارات قيادية.