: آخر تحديث

التعليم هو قنطرة النجاح

3
2
2

قبل ثلاثة أيام، عادت الحياة مجدداً لأكثر من 36 ألف مدرسة في تعليمنا العام للجنسين، تنتشر على امتداد هذا الوطن الكبير، لتستقبل قرابة 7 ملايين طالب وطالبة، بوجود أكثر من نصف مليون معلم ومعلمة، ليُردد الكل نشيدنا الوطني الجميل معلناً بداية جديدة ليوم دراسي. لا شك بأن هذه الأرقام المليونية التي تحضر بقوة في تعليمنا الوطني، لها دلالاتها وتداعياتها الكبرى والمؤثرة، والتي تؤكد أن التعليم هو التحدي الأهم والأكبر في مسيرة هذا الوطن الجميل الذي يصنع تحولاً نهضوياً وتنموياً مذهلاً، ويُثبّت بوصلة/ رؤية واعدة لمستقبل مشرق.

وملف التعليم، يُعدّ من أهم وأصعب الملفات والقطاعات، ليس لدينا فقط ولكن في كل العالم، فهو ملف شائك ومعقد، ويحتاج للكثير من الكتابات والدراسات، ولكنني سأحاول قدر الإمكان الكتابة عن بعض الأفكار والقناعات التي أجدها مهمة وتستحق الاهتمام، خاصة وأنا قد عملت في قطاع التعليم قرابة الثلاثة عقود. بشكل مختصر ومباشر، سأضع هذه النقاط الأربع التي تُناقش بصوت عالٍ واقع تعليمنا العام:

النقطة الأولى: تتمثل في ضرورة وجود قناعة راسخة من قبل كل أطراف العملية التعليمية، بل ومن كل الفئات والمستويات في وطننا العزيز، بأن التعليم هو القاطرة الحقيقية التي ستقودنا بسرعة وثبات وثقة إلى التقدم والتطور والازدهار. والتعليم ليس مجرد وسيلة للظفر بشهادة تمنح حاملها فرصة للحصول على وظيفة، بل هو القيمة الحقيقية التي تستحق الفخر.

النقطة الثانية: وهي حول المعلم الذي يُكمل الأضلاع الأربعة في مربع التعليم وهي الطالب والمنهج والمبنى المدرسي والمعلم. لقد حان الوقت، أكثر من أي وقت مضى، لتحرير المعلم من كل تلك الأعباء والمسؤوليات والأدوار الجانبية التي تُعيقه عن تحقيق رسالته المقدسة، وهي صنع الشخصية المتكاملة للنشء والشباب. حصص نشاط ومناوبات مرهقة ودفاتر تحضير وأعداد كبيرة من الطلاب، وتعبئة نماذج واستمارات لا حصر لها والكثير الكثير من الأعباء.

النقطة الثالثة: وتتمحور حول الطالب الذي يُمثّل حجر الزاوية في العملية التعليمية، بل والهدف المنشود لكل خطط وإستراتيجيات وطموحات الوطن. الطالب الآن، مختلف كثيراً عن كل تلك المراحل والظروف والإمكانات السابقة، فهو الآن أكثر قرباً وتفاعلاً وممارسة لوسائل التقنية الحديثة، ومواقع وشبكات الإنترنت الواسعة، والتي آن لها أن تُؤنسَن في مدارسنا لتتناسب مع عقلية وقدرة ومزاج الطالب الحديث.

النقطة الرابعة: وهي التي تركز على المنهج الدراسي. مناهجنا الدراسية، رغم كل ما طرأ عليها من تغييرات وتعديلات، إلا أنها تحتاج كثيراً لتكون مواكبة للتطور الهائل في المناهج في العالم. التعليم الإلكتروني بمختلف أدواته ومنصاته، هو التجربة الذي تُمارسه بصدق وفاعلية الدول المتقدمة عالمياً في قطاع التعليم، لم يعد مجرد تجربة نستأنس بتطبيق بعض بنودها وفصولها، لكنه بحاجة ضرورية لأن يكون هو الخيار الأهم في تعليمنا.

التعليم هو قنطرة التطور والتنمية في حياة الشعوب والأمم، بل هؤ المؤشر الدقيق لتحقق الأهداف والاستراتيجات في كل تفاصيل وملامح المسيرة البشرية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد