: آخر تحديث

ما هي النهاية التي يعنيها الرئيس ترمب؟

2
2
2

حمود أبو طالب

أين المفاجأة حين تقصف إسرائيل المنشأة الطبية الوحيدة التي ما زالت تعمل في جنوب قطاع غزة بعد إخراج البقية عن الخدمة تماماً، وتحصد أرواح 20 شخصاً بينهم خمسة صحافيين؟

هذا السلوك هو الطبيعي المعتاد الذي تمارسه إسرائيل منذ بداية حرب غزة، ومن قبل ذلك بزمن طويل. الأهداف التي تفتح شهيتها أكثر هي الأهداف غير العسكرية. مرافق صحية، مدارس، ملاجئ، مقرات إنسانية، مستودعات أغذية وأدوية، وكل ما هو في حكم ذلك، وبالتالي ما فعلته يوم الإثنين ليس جديداً ولا مفاجئاً بقصفها مجمع ناصر الطبي، فذلك سلوكها الطبيعي الذي تمارسه أمام العالم، وتعترف وتجاهر به.

وكالعادة أيضاً، خرجت عبارات الشجب والإدانة لما فعلته إسرائيل في كثير من عواصم العالم، لكن يهمنا منها واشنطن على وجه الخصوص. الرئيس ترمب رقّ قلبه لما حدث في غزة، وقال «إن الوضع في غزة مروّع، ويجب أن تنتهي الحرب لما تسببه من جوع وموت. علينا أن ننهي هذا الكابوس. هذه الحرب لست راضياً عنها، وستشهد نهاية حاسمة خلال أسبوعين أو ثلاثة». منذ وصل ترمب إلى البيت الأبيض وهو يعد بإنهاء هذه الحرب وغيرها من الحروب، لكن للآن غير واضح بالضبط ماذا يقصد بأن حرب غزة يجب أن تنتهي، وكيف، ولصالح من ستنتهي، لصالح الحق المشروع والإنسانية وإنقاذ ما تبقى من شعب غزة، وضمان كرامة حياته، أم لصالح مشروع احتلال غزة بالكامل عسكرياً كما خططت الحكومة الإسرائيلية، والقضاء على من تبقوا من أهلها بالقتل والتهجير.

هذه هي المعضلة التي نريد موقفاً واضحاً تجاهها، هل الرئيس ترمب مع الحل العادل والنهائي لإنقاذ قطاع غزة من التدمير والقتل والتجويع والتشريد، أم مع مشروع إسرائيل بفرض واقعها عسكرياً على كل القطاع، كانطلاقة لمشروعها بوهم إسرائيل الكبرى، واستمرارها في اقتراف أسوأ الانتهاكات بحق الإنسان الفلسطيني.

في ذات اليوم الذي نفذت فيه إسرائيل عمليتها الأخيرة كان وزراء خارجية العالم الإسلامي يعقدون اجتماعهم في جدة ليؤكدوا تجديد رفضهم لكل ما تقوم به إسرائيل، وهي كتلة كبيرة لا يستهان بتأثيرها، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الدول المهمة شرق العالم وغربه قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأصبحت تجهر بإدانتها للعربدة الإسرائيلية المتمادية. وبالتالي هل سيكون الحل المرتقب الذي تحدث عنه الرئيس ترمب من شأنه إيقاف التوحش الإسرائيلي والحد من مآلات أسوأ في المنطقة، أم أنه غير ذلك. هل سيكون مع العالم أم مع إسرائيل ضد العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد