: آخر تحديث

«الفاية» في قائمة اليونيسكو

5
5
4

سجلت دولة الإمارات إنجازاً تاريخياً جديداً بانضمام موقع الفاية الأثري في الشارقة رسمياً إلى قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، في خطوة تُعد انتصاراً للهوية الثقافية، وتأكيداً لعمق الجذور الحضارية لهذه الأرض التي لم تكن يوماً خارج خريطة التاريخ. جاء هذا الإنجاز تتويجاً لسنوات من البحث الأثري والتوثيق العلمي، ليُعلن للعالم أن في قلب الصحراء الإماراتية موقعاً يختزن فصولاً مبكرة من قصة الإنسان العاقل وهجراته الكبرى.الفوز بإدراج الفاية ضمن قائمة اليونيسكو لا يمثل فقط اعترافاً دولياً بأهمية الموقع، بل هو أيضاً لحظة وطنية فارقة. فقد أثبتت الإمارات مرة أخرى أنها لا تكتفي بالاستثمار في المستقبل، بل تحمي تاريخها وتقدمه للعالم بلغة علمية راقية ومسؤولية ثقافية عميقة. هذا الإنجاز يعكس حرص القيادة الرشيدة على توثيق الذاكرة الحضارية للدولة، ويُظهر التزام الجهات المختصة، وفي مقدمتها هيئة الشارقة للآثار، في دعم البحوث والتعاون مع الخبرات العالمية لترسيخ مكانة الإمارات على خريطة التراث الإنساني.وقالت الشيخة بدور القاسمي عن فوز الشارقة في إدراج الفاية ضمن قائمة اليونيسكو إن «إدراج الفاية على قائمة التراث العالمي إنجاز جماعي، نبارك للشارقة، ولكل من وقف إلى جانبنا طوال هذه الرحلة الملهمة والقيمة».إن إدراج الفاية سيُسهم في تعزيز مكانة الإمارات في السردية الحضارية العالمية، كما سيدعم السياحة الثقافية والعلمية، ويفتح أبواباً جديدة أمام الباحثين والمهتمين لفهم أعمق لأصل الإنسان وتطوره. كذلك، فإن هذا الحدث يرسّخ قيم الانتماء والاعتزاز بالتاريخ الوطني لدى الأجيال الصاعدة، ويمنحهم أفقاً أوسع لتقدير أهمية الأرض التي ينتمون إليها.ما يجعل هذا الإنجاز مميزاً أيضاً أنه لم يأتِ في سياق تنافسي تقليدي، بل جاء تتويجاً لرؤية إماراتية شاملة ترى في التراث عنصراً فاعلاً في بناء المستقبل، لا مجرد إرث من الماضي. فالفاية «ليست فقط أثراً محفوظاً، بل رسالة مفتوحة إلى العالم، مفادها أن الإنسان كان هنا، وأن الإمارات كانت وما زالت أرض اللقاء بين الإنسان والتاريخ».إن تسجيل موقع الفاية في اليونيسكو لا يُعد تكريماً لموقع أثري فحسب، بل هو اعتراف بدولة تؤمن بأن الماضي هو أساس المستقبل، وأن صون الذاكرة الجماعية هو مسؤولية أخلاقية وثقافية. ومع هذا الإنجاز تؤكد الإمارات أنها لم تغب عن بداية الحكاية، وأنها اليوم حاضرة بقوة في رسم ملامح مستقبل التراث العالميبهذا الإنجاز، تُثبت الإمارات أن حماية التراث ليست ترفاً ثقافياً، بل التزام حضاري، وأن الأماكن الصامتة في صحرائها لا تزال تنطق بحكايات البشرية الأولى، وتنتظر من يسمع صوتها، ويقدّر قيمتها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد