: آخر تحديث

أربعة أيام غير طيبة!

3
3
2

حمد الحمد

منذ سنوات طويلة لم أدخل دار سينما، ولكن أستمتع بمشاهدة فيلم ما في طائرة، في رحلتي الأخيرة شاهدت فيلماً أميركياً بعنوان (أربعة أيام طيبة)، وفي الحقيقة هي ليست طيبة، والفيلم حكاية حقيقية لسيدة، تلك السيدة ابتليت بابنتها وكان عمرها 35 سنة، ولكن منذ أن كانت بالعشرين وهي تتعاطى المخدرات، ابتليت الأم وراحت تتابع حالة ابنتها الوحيدة لعشرة سنوات وتعيش المعاناة، والبنت تغيب لأشهر أو سنة وتعود للمنزل لتسرق متعلقات والدتها الثمينة وتبيعها لتشتري الممنوعات. ودخلت مركز إدمان لأربع عشرة مرة، وآخر الأمر قررت أن تطردها من البيت إن لم تتعالج للمرة الـ15، والطبيب طلب من البنت أن تتوقف فقط أربعة أيام وبعدها سيعطيها حقنة وهي العلاج، وبعدها ستبتعد عن المخدرات والحياة التعيسة.

ووافقت، لكنها خلال الأربعة أيام عاشت معاناة هي ووالدتها، بالنهاية أخذت الحقنة ونجحت لتسير في طريق التعافي ولكن لا نعرف إلى متى، لكن الأم فرحت عندما أخبرتها البنت أنها كانت قد حملت وولدت طفلاً ذكراً وهو موجود عند عائلة، فرحت لأن لها حفيداً لا تعلم عنه شيئاً.

وعندما كنت أكتب روايتي (مساءات وردية) وقد صدرت عام 2015، وكان أغلب أحداثها يدور في السجن، وحتى أعرف نظام السجن قدمت طلباً لوزارة الداخلية وسمح لي بالدخول للسجن في الكويت ليوم كامل، وفعلاً دخلت وعشت مع المشرف والسجناء لساعات أجري معهم مقابلات، والتقيت مع شاب خليجي يقول إنه كان إنساناً مستقيماً، لكن في يوم تعرف على شباب جدد وأصبح يسافر معهم لبلد عربي، ودخل في طريق الشرب والنساء وبعدها الممنوعات، ويقول لي على لسانه (عندما أتعاطى المخدر أشعر أنني أسعد إنسان في العالم، وأعتبر أن الذين لا يفعلون مثلي أغبياء، وبعد ذلك رحت أنقل الممنوعات من ذلك البلد للكويت مرة ومرة، ولكن في الثالثة قبض عليّ في المطار، وسقطت من أعلى إلى الأسفل، وأصبحت لا شي في عين أسرتي والمجتمع)، وعاش الشاب داخل القضبان بعد الحكم عليه لخمس سنوات وينتظر الإفراج.

لا أقول إلا الله يعين الأسر التي يسلك أحد أفرادها طريق الممنوعات، إنهم حتماً يعيشون أياماً غير طيبة... فعلاً غير طيبة!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد