(التراث هو الإرث الذي ورثناه من الماضي، والذي ننعم به اليوم، والذي ننقله إلى أجيال الغد. ويُعتبر تراثنا الثقافي والطبيعي نبع حياة وإلهام لا بديل له).هكذا تتعامل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) مع التراث بمختلف أشكاله وألوانه وأنواعه وصوره، الذي تترجمه إلى واقع علمي وعملي، من خلال اعترافاتها ببعض المواقع التاريخية التراثية في بلدان العالم، حيث تضم قائمة التراث العالمي في الوقت الراهن 1226 موقعاً ذا قيمة عالمية استثنائية: (955 موقعاً ثقافياً، 231 موقعاً طبيعياً، 40 موقعاً مختلطاً)، موزعة على 168 دولة عالمية، منها 96 موقعاً في 18 دولة عربية، منها موقعان إماراتيان: (المواقع الثقافية في العين: حفيت، هيلي، بدع بنت سعود، مناطق الواحات: 2011)، (موقع «الفاية»: المنطقة الوسطى – الشارقة: 2025).على ضوء ذلك التعريف التنويري للتراث بمفهومه العالمي العام، وعلى ضوء التوثيق والاعتراف العالمي من قِبَل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) التي تسعى إلى تشجيع تحديد مواقع وعناصر التراث العالمي الثقافي والطبيعي وحمايتها وصونها في جميع أنحاء العالم، لِما لها من قيمة استثنائية للبشريّة، وفق ما هو منصوص عليه في (اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي) التي اعتمدتها اليونيسكو في 16 نوفمبر 1972، التي تُقرّ «بالأهمية العالمية الاستثنائية» لبعض المواقع على كوكب الأرض، وانتمائها إلى تراث البشرية المشترك، ها هي دولة الإمارات تسجل إنجازاً تاريخياً جديداً في مسيرتها لصون التراث الثقافي، حين اعتمدت «لجنة التراث العالمي» في دورتها ال47 المنعقدة في باريس قراراً جماعياً بإدراج موقع «الفاية» الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، نظراً لما يتمتع به الموقع من قيمة عالمية استثنائية، لاحتفاظه بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.إذن، بما أنّ البلد الراغب في ترشيح أحد آثاره أو ممتلكاته، ليكون ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، فعليه أولاً أنْ يُجري جرداً لممتلكاته الثقافية والطبيعية الفريدة، وهو ما يُطلق عليه (القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي)، لأن الدولة يجب أن ترشح الآثار التي أُدْرِجَتْ على قائمتها الأوّلية، ويلي ذلك اختيارها أحد الآثار من هذه القائمة، ليُوضع في ملف الترشيح، وبدوره يُقدِّم مركز التراث العالمي المشورة والمساعدة في إعداد الملف موضوع الترشيح.لذلك، فإنّ الخريطة الجغرافية الإماراتية غنية بالمواقع والآثار التراثية، الجديرة بأن تكون ضمن قائمتها الأوّلية، لتعمل فيما بعد على ترشيح ملفاتها المتكاملة الأركان والمتوافقة مع اشتراطات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، لتكون ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي.فهل نجد في القريب العاجل مواقع وآثاراً تراثية ثقافية وطبيعية إماراتية، ضمن قائمة التراث العالمي.
«يونيسكو» التراث الإماراتي
مواضيع ذات صلة