: آخر تحديث

أُسدل الستار

4
3
3

انتهى حج هذا العام على خير، وبذلت الحكومة السعودية الغالي والنفيس لخدمة حجاج بيت الله الحرام، بدءاً من نقطة الوصول وتيسير وصول حجاج بيت الله إلى أماكن إقامتهم، ثم تقديم كل الخدمات مجاناً، بما في ذلك الخدمات الصحية، والعلاج بعد التشخيص، إضافة إلى تنظيم التحرك من مشعر لمشعر، خاصة تحرك الحجاج من عرفات وصولاً إلى مزدلفة، ثم إلى مِنى، ورمي الجمرات وإنهاء كل مناسك الحج بيسر وسهولة ودون تدافع، وبقي على دول الحجيج أن تُنظم دورات في بلادهم للراغبين في تأدية مناسك الحج، ليعرف الحجاج ما لهم وما عليهم، كما تفعل بعض الدول الإسلامية بوضع مجسم للكعبة وتعليم الحجاج مناسك الحج، والأهم من ذلك تعليمهم أدب الحج بعدم المزاحمة والتدافع، ليكون الحج ميسراً للجميع، ومثل هذا الإجراء سيُسهل عملية الحج في بقعة يجتمع بها ثلاثة ملايين حاج في وقت قصير.

وكالعادة، تقوم الأجهزة الحكومية السعودية بتقييم تجربتها وخدماتها سعياً للوصول إلى الأفضل.

ورغم أن الأجهزة الحكومية تُقدم خدمات جبارة فإنه يبقى تعاون الحجاج أمراً مهماً مع هذه الأجهزة، ليتم تقديم الخدمات لهم بشكل أفضل.

ومن المعروف أن الحجاج يتقربون إلى الله بذبح الهدي، وفي مدة محدودة، وهو ما يُشكل تحدياً للاستفادة من لحوم الهدي، ويمكن لحل هذه المعضلة أن يتعاون بنك التنمية الإسلامي مع بعض المحسنين السعوديين بإقامة مصنع أو مصانع صغيرة تتولّى الهدي وسلخه وتقطيعه ثم تبريد اللحم وتوزيعه على الجمعيات الخيرية في الداخل لتوزيعه على المحتاجين، ويمكن بعد تغليف اللحم بأحجام مناسبة ووضعه في البرادات مباشرة لتنطلق إلى مختلف المدن في الداخل، وكذلك إلى الدول المجاورة التي تتصل بالسعودية بحدود برية.

ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة تقطيع اللحوم وتغليفها ثم تجميدها، وبعد ذلك إرسالها للدول المحتاجة، ويمكن التعاون مع طيران كل دولة لإيصال لحوم الهدي للدول التي بها محتاجون، ويكون ذلك من باب المسؤولية الاجتماعية مع كل شركة طيران، وربما في هذه الحالة نجد راعياً رسمياً من إحدى شركات الطيران ينقل هذه اللحوم للدول المحتاجة إليه، وأنا على يقين بأننا سنجد أكثر من شركة طيران يسرُّها أن تشارك في مثل هذه الخدمة.

ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي الاستفادة من الجلود، وما يمكن الاستفادة منه من بقايا الهدي لتقوم صناعة مؤقتة تيسر الاستفادة من كل جزء من الهدي، وعدم هدر أي شيء منه.

وأنا على يقين بأن هناك شباباً سعوديين سيتطوعون للقيام بمثل هذا العمل الذي يرونه خيرياً في المقام الأول ومحدد المدة في المقام الثاني. ودمتم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد