وفي الكويت «احتفلت» أحزاب «أبونفرين»، وجهات تمثل الحركة الشيوعية أو الاشتراكية، بهذه المناسبة! وذكرتني إعلاناتهم ورسائلهم عبر السوشيال ميديا بقصة سبق أن كتبت عنها قبل سنوات، تعلقت بلورد بريطاني، نشر إعلاناً في الصحف، يطلب فيه صاحب خبرة في خدمة الضيوف للعمل لديه. تقدّم الكثيرون للوظيفة، التي بدت مرموقة، وبعد فرز الطلبات وقع الاختيار على شخص تتوافر فيه كل الشروط، ولديه توصيات جيدة من شخصيات معروفة سبق أن عمل في خدمتها.
تم استدعاء المرشح للمقابلة النهائية والحاسمة مع اللورد، فقال المرشح، بعد موافقة اللورد على توظيفه، إنه سيعمل في خدمته كل أيام الأسبوع، ولأنه عضو في الحزب الشيوعي البريطاني، فإنه يعتذر عن خدمته يوم الثلاثاء من كل اسبوع، فهو اليوم المخصص لاجتماع كوادر الحزب، وعليه إما عدم دعوة ضيوفه في ذلك اليوم أو تدبير الأمر بطريقة ما. قبل اللورد الشرط، وأبلى «البتلر» Battler أحسن البلاء في عمله.
بعد مرور قرابة ستة أشهر، وكان يوم ثلاثاء، اكتشف اللورد أن الخادم البتلر موجود في القصر، فاعتقد أنه مريض، ولكن رآه في يوم ثلاثاء آخر، فاستدعاه وسأله عن سبب تكرار تغيبه عن اجتماع الحزب الشيوعي البريطاني، فرد قائلاً إن كوادر الحزب العليا اجتمعت قبل شهر، وقررت وضع سيناريو بما عليهم القيام به فور استيلائهم على السلطة في بريطانيا، وأن القرار استقر على مصادرة ثروات الأمة بكاملها، وإعادة توزيعها على الجميع بصورة عادلة، بحيث يحصل كل فرد على حصة متساوية مع الآخرين، وذلك إيماناً بمبدأ المساواة، الذي يعتبر ركيزة في عقيدة الحزب الشيوعي الاشتراكي!
أثنى اللورد على الفكرة، لكن تساءل ساخراً عن علاقة ذلك القرار بعدم ذهابه لاجتماع كوادر الحزب؟ فرد البتلر قائلا: استغرق منا الأمر بضعة أسابيع لمعرفة كامل ثروة الأمة في المصارف، وعندما قمنا بجمع المبلغ وتقسيمه على الجميع، تبيّن أن حصة المواطن ستكون بحدود 9000 جنيه استرليني! وأنه استقال من الحزب من فوره، لأن رصيده في البنك كان يومها يتجاوز 13 ألف جنيه، وهذا يعني ان انتصار الشيوعية في بريطانيا لن يكون في مصلحته.. مادياً!
والسؤال: ما هو أول قرار تود الجماعة، أحزاب «أبونفرين»، الممثلة للحركة الاشتراكية العالمية، اتخاذه في الكويت، فور فوز الحزب في الانتخابات المقبلة؟
أحمد الصراف