عثمان بن حمد أباالخيل
العقل والعاطفة عند الإنسان ضدان لكنهما مُتكاملان، وغالبية الناس توازي بينهما وتعرف متى يجب التوازي بينهما في الوقت والمكان المناسبين. التوازي يتمثّل بحجم استخدام العقل أو العاطفة بناءً على مقدار السيطرة على المشاعر والتحكم بها تجاه الآخرين. المرأة تملك عقلاً وعاطفة، لكن العاطفة لديها أقوى من العقل أم العكس، أم أنها تستطيع أن تُوازن بينهما؟ الرجل يملك عقلاً وعاطفة، لكن العقل أقوى من العاطفة هل هذا صحيح على المطلق أم أنه يستطيع أنْ يوازن بينهما؟. إذاً التوازن هو المعيار الصحيح. الرجل والمرأة جنسان مختلفان مُكملان لبعضهما البعض وكلاهما له دور وأدوار في الحياة وهذه حكمة الله في التنوع والاختلاف.
العقل هو الميّزة التي ميز الله بها الإنسان عن سائر الخلق، وهي بالتالي الميّزة التي تجعل الإنسان مُكلّفا، والعقل هو الوسيلة التي يتمكن من خلالها الإنسان التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ. صحيح أن عقل الرجل أكبر حجماً من عقل المرأة، ولكن هذا الفرق في الحجم وحسبَ ما أثبت العلماء لا يعطي الرجل أفضلية على المرأة، إذاً العاقل من يستخدم عقله.
عقل المرأة يستجيب 8 مرات أكثر للمشاعر من عقل الرجل، وهذا يفسر كون المرأة عاطفيّة وتأثرها بالمواقف أكثر من الرجل الذي يمكنه أن يحافظ على تماسكه إلى حد ما، وهذا ما يجعل المرأة تملك قلب الرجل وتجعله يعرف الحب، وتُكوّن أسرة متماسكة متحابة بعيداً عن فوضوية بعض الرجال الذين لا يعرفون للعاطفة من طريق، فالعواطف نعمةٌ وعطيةٌ من الخالق، ولولاها لغدتْ الحّياة جامّدة ساكنة ومُملة، وهي تتكون من مجموعة من الانفعالات التي تتحكم بنا تارة ونتحكم بها تارة أخري، منها الغضب، الحب، الكراهية، العدوان والقلق.
ما يقلقني هو بخل العواطف أو عدمها عند بعض الأزواج مع زوجته أو فلذات كبده، وبخل العواطف أشد وأقسى على النفس من بخل المال أليس كذلك؟ تستطيع المرأة (الزوجة - الأم - الموظفة) بكل حالاتها أنْ تتأقلم مع الوضع الذي تمر به هل تكون عاطفية أم عقلانية أم بهما معاً، وهذه نعمة من الله وأخالف من يري غير ذلك.
المرأة بطبعها تتحمل أكثر من الرجل، أليست هي منْ ربّتْ الرجل، أليست هي من قال عنها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم:
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعـدَدتَـهـا
أَعدَدتَ شَعبـاً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
وهي من أعدتْ أجيالاً وأجيالاً.
المرأة قيادية في بيتها وفي مجتمعها وفي عملها، والتوازن بين العقل والعاطفة أعطاها ميزة التميز عن الرجل. المرأة السعودية شاركت كثيراً داخل الوطن وخارجه في كثير من المجالات القيادية فهي عضو في مجلس الشورى، أليس يحق لها حق الترشح لانتخابات المجالس البلدية، هي مديرة جامعة وسيدة أعمال وطبيبة ومعلمة وقائدة طائرة ومحامية والمزيد الكثير من الوظائف، هذا يدل على نجاحها وتوازن شخصيتها بين العقل والعاطفة.
رجاحة عقل المرأة وتوازن عاطفتها يجعلها تصعد سلم النجاح أسرع من الرجل في أحيان كثيرة.. (إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فَقَد ذبل عقل الأمة كلها ومات). توفيق الحكيم.
على كل حال العاطفة صفة إيجابية يتحلى بها الرجال والنساء، ولكن هنا تميل كفة النساء.
همسة:
الحياة التي تخلو من العاطفة تشبه الصحراء التي تحتاج للمطر.