: آخر تحديث

مناضل للإيجار

4
4
3

عبدالعزيز التميمي

الذي أعرفه عن الوطنيين والمناضلين من أجل خير وسلامة الوطن لا يضعون نصب أعينهم المردود المالي، لأن الغاية الوطنية السامية أغلى وأهم من تلك الأمور المادية. فمن ينتظر أجراً أو ثمناً لا يمت بأي شكل من الأشكال للوطن ولا يحمل في قلبه مثقال ذرة من حب وعطاء لهذا الوطن أينما كان. فالوطنية ليست درجة وظيفية أو مهمة يقابلها أجر وثمن، ومن يطلب ذلك الأجر ما هو إلا مأجور من قبل جهة ما ينفذ أوامرها ويسعى إلى تحقيق أجندته فيما يقوم به من مهام لا نستطيع أن نسميه عملاً وطنياً أو جهاداً في سبيل الله، والوطن وحماية المجتمع من نير احتلال أو مقاومة للصهيونية.

ولو خرج علينا أحدهم وأعلن أنهم في الجماعة خفضوا أجور أو المردود المالي للقيادات، فالاستنتاج الوحيد هو أن تلك الجماعة أيا كانت صفتها أو اسمها ما هي إلا مجموعة مرتزقة يقاتلون بأجر... فإذا وقف أو قل الأجر المدفوع لهم تغير مستوى عطائهم وهذا إجحاف كبير في حق الوطن ولا يجوز بأي حال من الأحوال الدفاع والجهاد في سبيل تحرير الوطن بأجر وثمن إلا إذا كنا عصابة وميليشيات مستعدة لتقديم الخدمات القتالية تحت ستار الدين والوطنية وتجاهل القيم الجهادية.

فمن أخذ أو طلب أجراً على دفاعه عن الوطن كان أبعد بكثير عن القيم الوطنية التي يتشرف بنيل درجة من درجات الشهداء المناضلين في سبيل الله، خاصة في قضية تكون بمثابة تحرير المسجد الأقصى أو إجبار الصهاينة على القبول بتنفيذ إعلان الدولتين، فالوطنية أكبر بكثير من ثمن مهما كانت حاجتك لذلك الأجر. وطوبى لعمر المختار شيخ المجاهدين الأحرار الصادقين الذي لم يطلب حياته أو العفو من الجنرال كريستياني، قائد القوات المحتلة الإيطالية في ليبيا مقابل الإعلان عن أنه أبدى ندمه على مقاومة الاحتلال لبلاده، بعكس جماعة السوشال ميديا هذه الأيام، وقالها بكل وضوح وصراحة رافضاً منه العفو مقابل أن يعلن ندمه فقط واختار الاستشهاد أمام الجميع شنقاً، رحمة الله عليه وعلى كل المجاهدين الشهداء الأبرار أمثاله، ولا حياة لأشباه الرجال.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد