> تمرُّ مهرجانات السينما، صغيرها وكبيرها، بأزمات مختلفة. مثلاً قد تقع فريسة مهرجان منافس ما يمنح صانعي الأفلام فرصة إضافية لتجربة الحدث الجديد عوضاً عن القديم.
> أو قد يجد المسؤولون الرسميون إيقافه كلياً أو لعام أو اثنين. في حال الإيقاف الكلي لن يبقى له سوى الذكريات الجميلة. أما إذا كان توقفه عن الاستمرار مسألة عام أو عامين أو ثلاثة فإعادته إلى الحياة الفاعلة مسألة صعبة.
> بيد أن أكثر ما تواجهه المهرجانات، عندنا أو في الخارج، الأزمة المادية الناتجة عن سحب دعم رسمي أو تقليصه في الوقت الذي لا يوجد فيه دعم خاص كافٍ لملء الفراغ.
> يستدعي الأمر في كل هذه الحالات مهارة وحنكة. توقُّف مهرجانٍ ما عن النشاط لعام أو اثنين فرصة لإعادة التخطيط من باب أن لا شيء كاملاً في هذه الحياة، والتوقف فرصة لدراسة الماضي وتلافي أخطائه عوض الانتقال به من عام لآخر.
> بالنسبة للمنافسة فإن ذلك يستدعي بالطبع مزيداً من التحديات، وهي فرصة لتغيير بعض أُسُس المهرجان. كما الحال في المثال السابق، يمكن له دراسة الماضي وخطوة مختلفة للمستقبل.
> الأزمة المادية هي أفدح المشكلات. لا التفاف حولها سوى عصر النفقات وخفض سقف التوقعات. هو تقزيم حجم لما كان المهرجان عليه وطموحاته في التطور.
> هذه الحلول تُثمر عن نتائج أفضل إذا ما درست الإدارة مرضاً مزمناً في معظمها اسمه الشللية: وجود أشخاص يكوِّنون سياجاً حول أنفسهم خائفين من التطوير لأنهم غير قادرين عليه. بيد أن المهرجان هو الذي يدفع الثمن في نهاية الأمر.