خالد بن حمد المالك
تستند إسرائيل على أمريكا في حربها في قطاع غزة، فيتم إعلان تل أبيب على أن حرب إبادتها يتم بالتنسيق مع البيت الأبيض، وأنه تم إعلان أمريكا مسبقاً بالضربات الأخيرة، ليأتي التأكيد من البيت الأبيض على صحة معلومات تل أبيب.
* *
حجة أمريكا في إقرارها ودعمها لحرب الإبادة الإسرائيلية أن حماس لم تفرج عن كل الرهائن دفعة واحدة وفوراً، متجاهلة أن هناك اتفاقاً على أن يتم الإفراج عنهم على مراحل ثلاث وافقت عليه إسرائيل وباركته أمريكا، وأنه تم تطبيق المرحلة الأولى بالتزام من حماس، وتعطيل أو تأخير من إسرائيل.
* *
حجة أمريكا واهية، وهي تعرف أن إسرائيل حتى لو أفرجت حماس عن كل الرهائن فإن تل أبيب لن تلتزم بوقف إطلاق النار، ولن يتم تبادل الأسرى الفلسطينيين، وسيكون هناك ألف سبب لبدء تدمير ما تبقى من قطاع غزة، والبدء بتهجيرهم قسراً، أو جعلهم تحت نار العدو الإسرائيلي، ولن تعجز أمريكا عن إيجاد غطاء لتبرير وحشية إسرائيل.
* *
هذا العدوان الدموي القاتل، قابلته المملكة بموقف حازم، ومواجهة صريحة، وتعامل يكشف عن المخطط الإسرائيلي في تكريس الاحتلال، ومضايقة أهل الأرض الأصليين، دون أن تستجيب إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، أو تذعن لقرارات المحاكم الدولية.
* *
في جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أدان المجلس استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة، مشدداً على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، والتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق.
* *
ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر لمناطق مأهولة بالمدنيين العزَّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني، وشدَّدت على أهمية الوقف الفوري للقتل والعنف والدمار الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي.
* *
وطالبت وزارة الخارجية بحماية المدنيين الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية الجائرة، مع تأكيدها على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، وإنهاء المعاناة الإنسانية القاسية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم، بعد أن استشهد أكثر من 400 شهيد في يوم واحد، مع تأكيد نتنياهو على أن هذه بداية، وأنه من الآن فصاعداً لن تُجرى المفاوضات إلا تحت النار.
* *
لقد استفاد العدو الإسرائيلي من الترخيص الأمريكي لقتل الفلسطينيين، ومن التأييد الأمريكي للانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ومن الأسلحة المتطورة التي وصلت مؤخراً لاستخدامها في الاعتداءات البشعة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو عدوان غير إنساني تشارك فيه أمريكا بحسب دعم مسؤوليها لجرائم إسرائيل.
* *
هذه التطورات المستجدة في قطاع غزة، وتأكيد العدو على أن الحرب سوف تتواصل، مع إقفاله لكل المعابر لمنع الدواء والغذاء عن المواطنين، كلها تصب في مخطط لتحويل القطاع إلى أنقاض، وتعريض السكان للموت، إما بآلة الحرب، أو بتجويع الناس، وتركهم في حياتهم للمجهول.
* *
إنها مأساة إنسانية أن يقف العالم متفرجاً دون قرار صريح وملزم من مجلس الأمن بوقف القتال، ومحاسبة المعتدي على ما اقترفه من حرب إبادة، وجرائم لا سابق لها في كل الحروب، فمتى يهب الشرفاء في العالم، ويصرخوا بصوت عالٍ: وامعتصماه ليكون هناك فيما بعده؟!