: آخر تحديث

المشهد

6
6
5

منذ أول قمة عربية إلى هذه القمة الطارئة، لا شيء يتغير: الدول مجتمعة في مواجهة دولة واحدة. ومجموعة هذه الدول تريد أن تقدم شكوى في حق دولة واحدة ملأت الدنيا قتلاً وخراباً ودماراً.

تتشاجر الدول طويلاً ثم تجتمع. الموضوع؟ هو أيضاً لم يتغير: فلسطين، أو الطريق إليها، أو أكثر تحديداً، الطريق إلى القدس، الفارق هذه المرة أن جميع الطرقات ردم وخراب ومشاهد من أعمق طبقات الجحيم. لم يسبق أن رأينا صورة لجحيمنا على هذه الصورة. ولا لأي جحيم آخر. لا الحرب العالمية الأولى، ولا الثانية، ولا ستالينغراد، ولا درسدن، ولا برلين.

هذه المرة سبقتنا إلى القمة سابقة لا سابقة لها. ومع ذلك، الأفضل أن تعقد وأن نلتقي وأن نتأمل جميعاً صورة الأمة هشيماً وحطاماً. والأفضل أن نتجاهل أسراب الغربان التي تنعق في وجوهنا، تؤنبنا وتوبخنا وتنصب نفسها علينا أهل معرفة وخبرة وفكر. الويل لهذه الأمة ولهذا الفكر، الذي لا يجد نفسه إلا إلى جانب الجزار. وفي أسفل المواقف.

ليس من اليوم، ولكن من زمان، لدينا مشكلة عضوية في الذين عينوا صحافيين بمراسيم. فعندما تواجه الأمة محنة وجودية جوهرية في هذا الرعب والخطورة، يختلط الأمر على الصادقين وذوي النيّات الحسنة. وعن غباء موصوف، وليس عن دهاء.

من الفظاعة ألاَّ يدرك (ولن يدركوا) هؤلاء الغربان مدى غلاظتهم في هذه المرحلة. إنهم يسيئون إلى المهنة حتى وهم صامتون. ويسيئون إلى منابرهم.

على أن الحقيقة أهم وأبقى من ذوي الزعم والطواويس الغراء. والمأساة أكبر من الجميع. وعقلاء العرب لهم دائماً قمة تجمعهم مهما كبرت الكارثة. هذه ليست قمة طارئة، بل قمة دائمة الانعقاد. قلنا في البداية، إنه المشهد نفسه منذ بداية القمم، العرب جميعاً في مواجهة إسرائيل. تصحيح، في مواجهة إسرائيل وأميركا، كما يذكّر نتنياهو الجميع كل يوم. والمطلوب البحث بين الصفوف عن حكمة الحكماء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.