: آخر تحديث

الأولَى بالصّدقات والتّفطِير الرمضاني

6
7
6

تقدم حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه من القيادة الرشيدة دروسًا من التمسك بالقيم العربية الإسلامية العريقة؛ ومنها صور العمل والسعي الدؤوب للتلاحم والترابط بين الدول والشعوب العربية والإسلامية قولًا وعملًا، ومن الأمثلة المناسبة حيث أيام الشهر الكريم هو ما تُنفّذه (مملكة العز والعزم والإنسانية) من برامج ومشروعات خيرية إنسانية تعم القاصي والداني دون تفرقة أو شروط مسبقة؛ فقد أدرجت وزارة الشؤون الإسلامية بين برامجها وعبر ملحقياتها الدينية بسفارات المملكة بالخارج خلال الشهر العظيم (برنامج خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين) بعشرات الدول ويستهدف تفطير أكثر من مليون صائم.

هذا البرنامج لا يكتفي بشحن وتوزيع مئات الأطنان من التمور لتلك البلاد فحسب؛ بل إن وزير الشؤون الإسلامية قد أوضح بتصريحات صحفية أنه قد تم اكتمال تحويل المبالغ المخصصة لتنفيذ موائد الإفطار الرمضاني على نفقة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وعلى أعلى معايير الجودة وما يحقق الأهداف الإسلامية السامية؛ وفي ذلكم تجسيد للرعاية المُخلِصة والَّلفَتات الإسلامية العربية من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده تجاه إخوانهم المسلين ببقاع الأرض كافة.

ألمَح بهذه البرامج والمشروعات الخيرية الكريمة مَلمَحًا ذكيًا لَبِقًا؛ فبِحين أن قيادتنا الحكيمة لم تَدَّخر وسْعًا لبذل ما أمكن لمساعدة المحتاجين داخل المملكة بكل السُّبل؛ وما يجده المقيم من رعاية وعناية وعدل وحماية؛ ومع حَث المواطنين لبذل كل جهودهم لخدمة الفقراء والمساكين وأمثالهم؛ إلَّا أن امتداد الجهود المباركة لتشمل الصائمين بأقطار الكرة الأرضية لهو جهد مشكور وعمل نبيل وإنساني رفيع، وفيه درس بليغ للحث على بذل الخير لمستحقيه وإن كانوا خارج حدود بلادنا؛ والسعي ما أمكن لإيصال الصّدقات والزكاة لهم، ولعل الأجر أبلغ وأجزل بعون الله سبحانه.

كما أود التذكير بأقوال لوزير الشؤون الإسلامية بهذا الخصوص حين أكد أن موائد تفطير الصائمين بالمساجد داخل المملكة بوقتنا الحاضر لا تخدم بواقعها الملموس المؤكد سِوى مقيمين وعمالة وافدة قدموا بعقود عمل مُجزيِة وجُلُّهم يتكسبون بأعمال إضافية مختلفة، ويؤكد على تَحَرّي الأنسب والأفضل لمن أراد فعل الخير وطلب الأجر بأن يُوجِّه أعماله الخيرية وجهَتها الصحيحة السليمة؛ والبعد عن التمسك بخاطئ المفاهيم؛ أو نهج مَضَى زمنه وانعدمت جَدواه بتَغيّر الأحوال وتبدل الظروف التي كان ذاك من أجلها، الزمن غير ذاك الزمن؛ والمُحتشدون الآن على سُفَر الإفطار ليسوا مثل أولئك المُعْوِزين بزمن مضى.

إذا جاء الحديث على موائد إفطار رمضان أمام المساجد؛ فإن موضوع التبرعات والتَّسوّل لا يغيب عن البال؛ ذلكم أن المتسابقين إلى طعام الإفطار بينهم أعداد لا تكتفي بالتهام ما تيسر لهم منه؛ بل يوزعون أوقاتهم بين المساجد لكل مسجد صلاة ولكل صلاة نَمَط من الاستجداء؛ ومُفردات استعطافية ودموع مصطنعة وتَقطِيب تَمْثِيلي بالوجه لمَسْكَنَة باهتة خادعة للبسطاء؛ فالخُبَراء منهم بمراحل وطُرق التسول وجمع التبرعات بادعاءات كاذبة لهم ما ليس لغيرهم من المبتدئين، فكلامهم بعد صلاة الظهر - مثلًا - يختلف عنه تمامًا بعد صلوات العشاء والتراويح؛ أمَّا ليال أواخر رمضان فستسمع خلالها ما يُدهشك؛ فكن حذرًا دائمًا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.