وليد إبراهيم الأحمد
اجعلها وقفة (تاريخية) في حياتك... بل فرصة ما بعدها فرصة في هذا الشهر الفضيل لاغتنامها وحصد جوائزها التي لا تقدّر بثمن...!
فكم من إنسان كان هنا بالأمس واليوم رحل... وكم من نفس دعت وتمنّت أن تشهد أيام رمضان لتصومه وتقومه ولم يتحقق لها ذلك...
وكم من نفس عصت وطغت وتجبرت واليوم ما زالت (بمهلة من رب العباد) تعيش معنا هذا الشهر شهر الصوم والطاعة والرحمة ربما ليفتح لها رب العباد باب القبول والمغفرة!
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ها قد فتحت أبواب الجنان أمامنا من جديد لكثرة ما يصعد فيها من الأعمال الصالحة ليعتق رب العباد عباده من النار فلا تفوتوا هذه الفرصة التي قد لا تتكرّر لنا من جديد.
ما أكثر من (ضمنوا) والعياذ بالله بحسب حياتهم عودة هذا الشهر لهم فنسوا ربهم خلال الزمن الذي عاشوه فطغوا وتكبروا وتجبروا ثم ذهبوا بأعمالهم إلى الآخرة بالموت المفاجئ من دون أن يشهدوا شهر رمضان ليصححوا من مشوارهم ويطلبوا الرحمة والمغفرة.
هناك مع الأسف من يعتقد بأن رمضان جاء ليصومه فقط بعيداً عن الصلاة والذكر والزكاة والصدقات وقراءة القرآن حتى تمضي به الأيام في هذا الشهر نائماً في الصباح وقائماً في المساء على لعب الورق ومشاهدة سخافات بعض البرامج وعالم الفاشنيستا سيئ الذكر!
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد، (مَن صام عن الطعام والشراب فقط فصومه عادة، ومَن صام عن الحرام وتوقف عن المنكرات وخشي الله فصومه عبادة، ومَن صام عن الذنوب وأفطر على الطاعات فهو صائم رضيّ، ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة فهو صائم تقيّ، ومن صام عن الغيبة والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم رشيد، الصوم لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياض الأبرار والمقربين، وهو لرب العالمين، فلا تكونوا مثل العَوَام في صيام الأكل والشرب والجماع، وإنما ارتقوا درجة إلى اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال، ثم ارتقوا الدرجة التي تليها إلى الصوم والإمساك وحبس النفس عن غير ذكر الله وعبادته).
كنا نتمنى أن نعيش هذه الأيام المباركة وقد تصافت قلوبنا ونفوسنا من الأحقاد والتشاحن والمؤامرات السياسية القذرة، وأن تتوقف لغة القتل والدمار في حياتنا اليومية التي باتت سياسياً أغلبها إن لم يكن جميعها بؤساً وقتلاً وتشرداً وطغياناً ودماراً...
لكن أهل الطغيان والبطش ظنوا أنهم قد ملكوا الأرض ومن عليها وأنهم سيتمكنون من قتل الشعوب المضطهدة ووأد مقاومتهم إلى الأبد لكن هيهات هيهات قال تعالى «...وسيعلمُ الذين ظلموا أيّ مُنقلب ينقلبون».
على الطاير:
• مبارك عليكم الشهر... نسأل الله أن يتقبل طاعاتنا وأعمالنا وينصرنا على من عادانا وعلى من يضمر الشر لأمة الإسلام والمسلمين.
• ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم!
email:[email protected]
twitter: bomubarak1963