: آخر تحديث

تهريج على المسرح العالمي

5
5
3

سلطان ابراهيم الخلف

وكأن حرب الإبادة على غزة مخطط لها من قبل الرئيسين بايدن، السالف، وترامب الحالي. فالرئيس الأول زار الإرهابي في فلسطين المحتلة ليعطيه الضوء الأخضر لتدمير غزة، وفتح له مستودعات القنابل الثقيلة الأميركية كي يستخدمها لغرض التدمير، حتى آخر لحظة من ولايته، وقد تم له ما أراد حيث تم تدمير غالب المباني السكنية وخدماتها الحيوية وبنيتها التحتية لتتحول غزة إلى ما يشبه مدينة أشباح غير قابلة للسكن.

أما الرئيس ترامب، فقد بدأ صفحته الرئاسية باستكمال المخطط، عندما صرّح بالتزامه بشراء غزة المدمرة وتحويلها إلى منطقة سياحية، وهي فكرة صهره اليهودي الصهيوني كوشنر، وتهجير 2.4 مليون من سكانها، إلى مصر والأردن. وبذلك -وبهذه البساطة- يتم حل مشكلة غزة بين الكيان الصهيوني وفلسطينيي غزة المناضلين، الذين أفشلوا مخطط الإرهابي نتنياهو، ولم يستطع بعد 471 يوماً من عدوانه على غزة احتلالها والقضاء على «حماس»، وتكبّد كيانه خسائر كبيرة من القتلى والجرحى والمعدّات العسكرية، واضطر ملزماً إلى قبول اتفاقية وقف العدوان والخروج من غزة، وتبادل الأسرى.

المستشار الألماني شولتز، لم يخف امتعاضه من تصريح ترامب: «خطة ترامب لتحويل قطاع غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط فضيحة، ومصطلح فظيع للغاية، وتهجير سكان غزة غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي».

أما أنتوني زوركر، مراسل «الـ بي بي سي» في أميركا فصرّح «بأن خطة ترامب في التطهير العرقي في غزة نابعة من غريزته العقارية التي تتعارض مع (أميركا أولاً)».

لم تتوقف غريزة ترامب العقارية عند الاستيلاء على غزة فحسب بل تجاوزتها إلى ضم «كندا» إلى الولايات المتحدة، وجعلها الولاية الحادية والخمسين، حتى جزيرة «غرينلاند» لم تسلم من طمع تاجر العقارات ترامب، وطالب بضمها إلى بلاده، وهو ما دفع المسؤولين الأوروبيين إلى التفكير في إرسال قوات أوروبية للتمركز فيها، وتفويت الفرصة على ترامب، كما طالب بالاستيلاء على قناة بنما.

في لقائه بالرئيس ترامب، أثنى الإرهابي نتنياهو، على فكرة ترامب شراء غزة، وتهجير سكانها الفلسطينيين، حيث اعتبر ذلك مخرجاً للمستنقع الذي علق فيه في عدوانه على غزة، لكن تلك الفكرة لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع، ولا يقرها القانون الدولي، وترفضها غالبية دول العالم بما فيها الدول العربية، وحتى دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وأيرلندا والنرويج وغيرها؛ لأن تهجير شعب من أرضه والاستيلاء عليها بالقوة، هو عمل إجرامي، لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، ناهيك عن كونها جاءت من قبل رئيس ينظر إليه الكثيرون من الساسة على أنه غير متزن، ويصدّر أوامر كما لو أنه إمبراطور متغطرس، لا يعبأ بمآلات ما يتخذه من قرارات لن تعود بالفائدة لا على بلاده، ولا على حلفائه، ولا على المجتمع الدولي.

ومن المؤكد أن فكرة ترامب ستزيد من مشاكل الإرهابي نتنياهو وعزلته دولياً، فمثل هذه الأفكار الأوليغارشية السخيفة صارت محل تندّر وسخرية، ولا تمثّل الأعراف الدبلوماسية، وستعطي الفلسطينيين زخماً حقوقياً غير مسبوق أمام الرأي العام العالمي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد