عبدالعزيز الفضلي
أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي ترامب، حول غزة استغراب واستهجان معظم العالم العربي والغربي على السواء.
ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه العالم تنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار بين «حماس» وجيش الاحتلال، جاءت تصريحات ترامب، وكأنها تضع العصا في الدولاب، حين دعا إلى تهجير كل سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة، واستعداده لتحويل القطاع بعد ذلك إلى منتزه سياحي كبير!
ثم زاد الطين بلّة حين أطلق تصريحات جديدة بأنه سيطلب إلغاء اتفاقية وقف إطلاق النار، وسيحول غزة إلى جحيم إذا لم تطلق «حماس» جميع الأسرى قبل الساعة 12 ظهراً السبت المقبل.
وقد جاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت «حماس» توقفها عن إطلاق أي أسير إلّا بعد تنفيذ الكيان الصهيوني كل بنود الاتفاقية حسب مراحلها، والتي لم يلتزم الكيان بالكثير منها، كالسماح بدخول المساعدات بمختلف أنواعها الطبية والغذائية، وكذلك السماح بخروج المرضى والمصابين، والسماح بدخول البيوت الموقتة والخيام، والتوقف عن استهداف المواطنين.
لا أدري ما الذي سيفعله الرئيس الأميركي من جحيم أكثر من الجحيم الذي تعرّض له أهل غزة، حيث استخدم الكيان الصهيوني معظم الأسلحة المحرّمة دولياً، فقتل أكثر من 50 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح أكثر من 110 آلاف، وهدم أكثر من 90 % من مساكن غزة! لذلك، نقول إن أهل غزة ليسوا كالهنود الحمر الذين تم طردهم من أراضيهم وتشتيتهم في العالم حتى تم نسيان قضيتهم.
ومَن تحمّلوا كل المجازر والإبادة الجماعية خلال 15 شهراً هم على استعداد لاستكمال الجهاد والكفاح والنضال والمقاومة حتى ينالوا حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها فك الحصار.
لقد استنكرت الكويت والسعودية وقطر ومصر والأردن وغيرها من الدول التصريحات الداعية إلى تهجير أهل غزة، وهو موقف يشكرون عليه، ونود التذكير بأن هذا التهجير إلى جانب أنه ينتهك حقوق الإنسان، فإنه نذير خطر على الدول، خاصة أن حلم تحقيق ما يُسمى بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لم يغب عن عقل أي رئيس وحكومة إسرائيلية، وإنما يعملون على تحقيق هذا الحلم.
ننتظر موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً يحفظ للأمة كرامتها، ويضع الأمور في نصابها.
ونقول لكل من أرعبته تصريحات الرئيس الأميركي، تذكّروا قول الله تعالى «إنّ الأرضَ لله يُورِثُها مَنْ يشاءُ مِنْ عِبادِه والعاقبةُ للمتقين».
X: @abdulaziz2002