: آخر تحديث

لجنة علماء الأوقاف المتخصصين

6
5
5

كشف السيد محمد الوسمي، وزير الأوقاف، أن لجنة من «العلماء المتخصصين» في مجال البناء والعمارة والبيئة، شُكلت وقدمت تقريرها بهدف تحويل 1770 مسجدا تابعا للأوقاف إلى مبانٍ مستدامة وخضراء (!!)

اطّلعت على الخبر فلم أجد مبررا لتكليف مجموعة من «العلماء المتخصصين» في أمور البيئة والعمارة، النظر فيها، علما بأن حتى «عليمي» مثلي بإمكانه التوصل لما توصل له «العلماء المتخصصون»، وربما لنتائج أفضل، وببلاش.

اقترح «العلماء»:

• استخدام الغطاء النباتي حول المساجد لتحسين جودة الهواء وتقليل تأثير الحرارة.

• تقليل استهلاك الطاقة والمياه والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

• الاعتناء ببيوت الله يشمل ترشيد استخدام الموارد داخلها بما في ذلك الطاقة وعدم الإسراف. وهذا مكرر.

• رسالة الوزارة تشتمل على تعزيز القيم الإسلامية.. وتجنب الهدر من أولوياتنا (وهذا أمر مفروغ منه، ولا يحتاج للجنة علماء متخصصين)!

أكد الوزيــر أن تقرير اللجنة سيحسن من أداء العبادة في المساجد ويسهم في خلق بيئة أكثر راحة وصحة للمصلين، من خلال استخدام الغطاء النباتي حول المساجد لتحسين جودة الهواء وتقليل تأثير الحرارة! عرضت الفقرة أعلاه على صديق من رواد المساجد فاستغرب الأمر، فما علاقة الاستخدام الأمثل للغطاء النباتي حول المسجد في تحسين العبادة، خاصة أن الوقت الذي يقضيه أي مصل في المسجد، طوال الصلوات الخمس، لا يتجاوز الساعة؟

كما أن الكل تقريبا يعلم بأن هناك مشكلة تتعلق بالاستهلاك المفرط للطاقة والهدر الناتج عنها، ولم يكن ذلك يتطلب تشكيل لجنة لمعرفته!!

لقد سبق أن قدمت، كتابيا، وعبر عدة مقالات، عروضا مجانية للأوقاف لتركيب حنفيات تعمل بالاستشعار، كتجربة في أحد المساجد، لتقليل هدر المياه، لكن الوزارة لم تتصل ولم تبد أي حماس للفكرة.

كما سبق أن اقترحت على الأوقاف تحويل إضاءات المساجد للعمل بنظام الاستشعار، وهو نظام معروف في العالم منذ نصف قرن، ولم يكن الأمر يتطلب تشكل لجنة علماء. كما اقترحنا، خلال جائحة كورونا، وتاليا مع زيادة الأحمال الكهربائية في الصيف وتكرار انقطاع التيار، ضرورة إطفاء مكيفات المساجد بعد صلاة العشاء، وإعادة تشغيلها قبل صلاة الفجر بقليل، وكان التجاهل من نصيب ما كتبنا.

كما أن جعل ابواب المساجد إلكترونية، وتصميم ردهة أو فاصل بين باب المسجد، وداخله، أمر معمول به في آلاف الأماكن، وحتى في المساكن، وفائدته معروفة في تقليل هدر الطاقة، ولم يكن يتطلب وجود لجنة «علماء متخصصين» لسرد هذه البديهيات.

ما هو مطلوب يا معالي الوزير، إضافة للأمور البديهية أعلاه، هو الاهتمام بنظافة حمامات المساجد، فالكثيرون يشكون من أوضاعها المؤسفة. كما أن سجاد الكثير من المساجد يشكو من التلف بسبب نوعيته السيئة، غالبا. كما كان غريبا اقحام «آيات قرآنية كريمة» عديدة في تقرير «العلماء الخبراء المتخصصين»، والقول ان الإسلام نهى شرعا عن التبذير والإسراف، فهذا يعني أن عدم التفات المسؤولين السابقين، لمثل تلك الأمور، لأكثر من نصف قرن من الهدر، يشكل إدانة صارخة لهم، وبعضهم لا يزال على رأس عمله، وفي أعلى المناصب، ممن كانوا يرون الهدر والتبذير لسنوات ولم يحركوا إصبعا للتقليل منه، فكيف يكون التبذير والإسراف مرفوضين الآن، ولم يكونا كذلك قبلها بشهر، مثلا؟

ومع كل هذا نقول: أن تأتي قرارات الأوقاف مهلهلة ومتأخرة، خير من ألا تأتي أبدا، مع شكي في أنها ستنفذ بكفاءة، من دون علامات استفهام وتعجب!!؟؟


أحمد الصراف



عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد