موسى بهبهاني
في صالة أفراح بإحدى مناطق محافظة حولي، أُقيم حفل زفاف لإحدى الأُسر الكريمة، وفي ظل تلك الأجواء الاجتماعية الجميلة المحمودة تحوّلت فجأة إلى أجواء تحومها الغرابة والاستهتار. حيث قامت مجموعة من أصدقاء المُحتفى به (المعرس) بحركات استعراضية بمركباتهم خارج الصالة وفي الطريق الرئيسي بالمنطقة حيث روّعت ساكني المنازل المجاورة للصالة.
نتائج هذه الظاهرة الغريبة :
-القيادة باستهتار ورعونة.
-السير عكس السير.
-تعطيل الحركة المرورية.
-تأخير مصالح الناس (مراجعة طبيب - تسوق - زوارة-معهد تقوية للأبناء -...) - تعريض الأرواح للخطر ( حياة المستهترين وحياة الآخرين).
- ترويع الأهالي.
- انقلاب مركبة أحد المستهترين.
- اتلاف المرافق العامة (الشارع -الأرصفة -الإنارة - الأشجار-...).
وقد قام رجال الأمن بوزارة الداخلية باتخاذ ما يلزم بحق هؤلاء المستهترين بقوانين المرور، وتم تحديد هوية البعض منهم ومن ثم ضبط سائقي المركبات المتورطين وتحويلهم لجهات الاختصاص.
وما يلفت النظر هو عرض أسماء المستهترين عبر القنوات الإخبارية الإلكترونية ليكونوا عِبرة لمن يعتبر، وهي سابقة تحدث للمرة الأولى.
وقد أظهر حفل الزفاف هذا تصرفات متهورة .
(آلية استغلال صالات الأفراح):
الموافقات المطلوبة:
أولاً: كتاب (لا مانع) من وزارة الشؤون إدارة خدمة المجتمع وتدوين (يوم وتاريخ المناسبة).
ثانياً: التعهد الخطي، يقدمه مستغل الصالة للمحافظة التابعة لها الصالة لقسم (إدارة السلاح).
وهذا نصه:
( أتعهّد بالالتزام بكل القوانين وعدم السماح بإطلاق النار أو حيازة الأسلحة وفي جميع الأحوال أمام مقر المناسبة أو الطريق المتصل بذات المناسبة وعدم الاستهتار والرعونة وتعريض حياة الآخرين للخطر. وأتعهد بالحضور شخصياً وأكون مسؤولاً أمام الجهات الأمنية لتقديم جميع البيانات والمعلومات المطلوبة، وعدم الاستعراض بالشارع والمحافظة على الأمن في داخل الصالة ومحيطها).
ومن هنا يجب أن يتم التحقيق وتقييم الحدث لتلافي السلبيات مستقبلاً.
هل تم إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة؟ ومتى (تدوين وقت البلاغ)؟ كم هي الفترة الزمنية لوصول القوة الأمنية منذ الإبلاغ عن الحادث حتى الوصول إلى موقع الحادث؟ ما هو المطلوب من المواطن صاحب المناسبة؟ وما هو الدور المفترض منه؟ هل يحاسب من كتب التعهد الخطي؟ هل التعهد الخطي لا قيمة له؟
ما هو الحل؟
- تغليظ العقوبات خصوصاً القيادة برعونة واستهتار.
- إقرار الغرامة المالية العالية.
- سحب رخصة القيادة لفترة زمنية.
- مصادرة المركبة أو اتلافها.
- يتحمّل المستهتر الأضرار الناجمة عن استهتاره مادياً ومعنوياً.
- وضع كاميرات بالطرقات وبجانب صالات الأفراح والرجوع إليها في حالة أي طارئ - تفعيل دور الدوريات الجوالة بالمناطق خصوصاً في المناسبات.
ختاماً:
سلامة الأرواح أمانة في أعناقنا خصوصاً على الطرقات، لهذا يعد الاستعراض بالسيارات على الطرق رعونة واستهتاراً وهو ما يؤثر سلباً على حركة السير، ويؤدي إلى ازدحامات مرورية غير مبرّرة ما يتسبّب في تباطؤ حركة السيارات وتعطيل مصالح الآخرين.
وتساهم القيادة المتهورة في إرهاب مرتادي الطريق ما يسبب حالة من عدم الطمأنينة لكل من قائدي المركبات والمشاة على الطريق والتي من نتائجها وقوع الحوادث المرورية والتي قد تؤدي إلى الوفيات أو الإصابات الخطيرة أو الخسائر الجسيمة في المرافق العامة
والمركبات.
وهنا أقول مَن يتحمّل مسؤولية ما حدث ؟
لا شكَ ولا ريبَ أنّ الأسرة لها علاقة مباشرة بما قام به أبناؤهم، ولوزارة التربية دور كبير أيضاً.
فدور وزارة التربية يتمثّل في الاهتمام بتربية الأجيال من خلال المناهج الدراسية.
اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.