عماد الدين أديب
في الحروب الحديثة يمكن لكل طرف أن يعلن بنفسه ولنفسه النصر المبين!
وما يحدث في أوكرانيا وغزة ولبنان، خير دليل على اختلاف الروايات في تقييم كل طرف لمعنى الانتصار والهزيمة.
في أوكرانيا يرى الرئيس زيلينسكي أن مجرد صمود قواته أمام قوات دولة عظمى مثل روسيا هو خير تعبير عن نضال «الشعب الأوكراني البطل»، على حد وصفه.
ويرى زيلينسكي أن مجرد عدم سقوط العاصمة كييف حتى الآن في يد الجيش الروسي هو أكبر علامة للانتصار.
في غزة ترى حماس أن مرور أكثر من 13 شهراً دون حدوث 3 أشياء وهي:
1 - عودة مستوطني فضاء غزة إلى مستوطناتهم.
2 - عدم اكتشاف أماكن بقية الـ160 رهينة الأحياء وما بقي من جثث بعضهم.
3 - استمرار قدرة مقاتلي حماس على قتال الشوارع وإطلاق رشقات من الصواريخ وإن قل عددها.
ترى حماس أن هذه العناصر هي عناصر النصر على الجيش الإسرائيلي.
ولا ترى حماس أن أكثر من 50 ألف قتيل و120 ألف جريح، أو 20 ألف مفقود، ونزوح 1.7 مليون مدني هو إحدى علامات انتصار إسرائيل.
في لبنان احتفل أهل الجنوب وسكان الضاحية بالاتفاق الذي في حقيقته أبعد قوات النخبة للحزب عن القرى الحدودية، وجعل الجيش اللبناني وحده هو المتواجد في تلك المناطق، ومنع القيام بأي خرق لوقف إطلاق النار، وأعطى الحق للجنة المراقبة، وأعطى لإسرائيل الحق في معاقبة أي انتهاك لإطلاق النار.
في لبنان يرون ذلك انتصاراً بعدما فقد الحزب أمينه العام، ومجلس الجهاد، وكبار القادة الميدانيين، وأكثر من 15 ألف مقاتل بين قتيل وجريح، ونزوح 1.5 مليون مواطن لبناني.
في لبنان يحتفلون بالنصر المبين بعد ما غابت أبسط مقاييس «النصر أو الهزيمة» المتعارف عليها في الحروب وعلم السياسة.