حسين الراوي
أُسطورة الملاكمة بطل العالم السابق للوزن الثقيل في الملاكمة مايك تايسون عاد إلى الحلبة بعمر 58 عاماً ليقابل شاب يصغره 31 عاماً، هو اليوتيوبر جيك بول، صاحب الـ 27 عاماً.
مايك تايسون لم تطأ قدماه حلبة الملاكمة لخوض أي مباراة ملاكمة رسمية منذ عام 2005، وذلك بعد أن سَجّل في ملفه العالمي 50 فوزاً، و6 هزائم، منها 44 مباراة أنهاها تايسون بالضربة القاضية!
في 15 نوفمبر 2024 بملعب (إيه تي أند تي) في أرلينغتون بولاية تكساس خسر تايسون مباراته بإجماع الحكام بعد 8 جولات، حسمها جيك بول لصالحه، بفارق كبير بالنقاط، كانت كالآتي: (80-72، 79-73، 79-73).
في الحقيقة أنا لست من الذين اتفقوا على لوم مايك تايسون وانتقدوه بسبب خوض ذلك النزال غير المتكافئ لا عُمرياً ولا جسدياً ولا حركياً ولا رياضياً مع جيك، وهذا لأني أرى بعمق بأن تايسون هو أعلم بنفسه من الآخرين، فلعل تايسون رأى أنه قد يستطيع كسب النزال الفائت أمام جيك، أو لعله كان محتاجاً للمال، ولعله ولعله ولعله، فحتماً هناك ثمة أمور خاصة لا نعرفها تخص تايسون لوحده.
وكذلك، أنا لست من الذين يرون بأن تايسون قلل من قيمته الرياضية أو الروحية أو الإعلامية في خوضه لذلك النزال الخاسر أمام جيك بول الشاب القوي الحيوي الذي يكبره تايسون 31 عاما، وهذا لأني أرى أن ذلك النزال تجربة خاصة بالملاكم تايسون أراد خوضها بعد أن استعد لها جيداً بحسب ما صرّح تايسون.
رغم خسارة تايسون في ذلك النزال إلا أنه كسب نحو 20 مليون دولار! وعاد اسمه يُتداول عالمياً من جديد بعد أن خفت بشدة، ولقد كسبت شركة نتفليكس من رعايتها لتلك المباراة ما يقارب من 100 مليون دولار!
قال مايك تايسون بعد خسارته للنزال: «أنا اعتبر نفسي منتصراً بالرغم من الخسارة، خسرت نصف دمي، وخسرت 11 كيلوغراماً بسبب عمليتي في يونيو الماضي، أنا سعيد لأن صحتي مازالت تسمح لي بالقتال».
وفي إحدى المرات سُئل مايك تايسون: (ماذا تودّ أن يكون إرثك)؟ فأجاب تايسون: «الإرث هو مفهوم مغلّف، هو يعني الكبرياء/الأنا لكن مغلّفة بمفردة أخرى تناقلها الآخرون. لا أريد إرثاً، سأموت، لِمَ تصوّر الناس عن شخصيّتي بعد موتي مهم؟ باستثناء أطفالي وأحفادي، أنا لا شيء مُهم يُذكر، أنا أتقنت فن القتال والآن أنا أتعلّم فنّ التواضع، خصوصاً لله، التواضع هو شيء في الروح الحقيقيّة. صنعت من اسم مايك تايسون مقاتلاً عظيماً، لكن روحه أعظم».
مايك تايسون اعتنق الإسلام منذ سنوات طويلة، وقام بأداء مناسك العمرة للمرة الأولى في يوليو 2010، وفي ديسمبر 2022. في مقابلة أجراها تايسون في ديسمبر 2013 مع قناة فوكس نيوز، قال: «أنا سعيد جدا لكوني مسلماً، وأنا بحاجة دائمة لوجود الله في حياتي».
في النهاية... تبقى الصورة الأولى هي الأجمل دائماً، وهذا لأنها جاءت حقيقية وأكثر واقعية لم تمتد لها يد الظروف، ولم تتدخل في التقاطها الطبيعية برامج الفوتشوب!