: آخر تحديث

رحلة بسيرة د. عبدالله دحلان: منجِزاً ووطنياً وكاتباً وإنساناً

2
2
2

حمد بن عبدالله القاضي

جهد كبير وعمل توثيقي بهذا الكتاب: «د. عبدالله صادق دحلان: رؤية ثقافية بأقلام رموز الفكر»

الذي ألّفه أخي الفاضل د: فهد بن محمد الشريف طرح مسيرته وعطاءات د. الدحلان عبر أقلام عدد كبير من الأطياف الوطنية من مختلف أرجاء الوطن من إعلامية وثقافية واقتصادية ومن مسؤولين ومن رجال ونساء.

* * *

أهم حقيقة مضيئة بلورها الكتاب هي: تقدير كل من كتبوا لـ د. عبدالله دحلان ذكروا صفاته وأعماله وأجمعوا على روحه الطيبة، وعلى مكارم أخلاقه ومحبته لإبهاج الجميع، هذه الصفات تندر أن تجتمع في إنسان: يجمع بين السجايا المضيئة والإنجاز والتفاني ومحبته للناس، فضلاً عن الوطنية الصادقة التي ترجمها بحرفه وعطاءاته.

* * *

الكتاب وُفِّقَ مؤلفه بتقسيمه العلمي وتنظيمه، حيث إنك تبحر معه وكأنك تسير في جدول ماء رقراق لا عوج فيه ولا أمتاً.

** لم يكن الكتاب فقط تدويناً لآراء ومقالات محبيه بل أضاف وأضاء بشموليته جوانب أخرى ثرية بمسيرته ووثق مؤلفاته، وابتدأت وجاءت أغلب فصوله بحكم نابضة ومقولات من تجارب حياته بعضها عفو الخاطر ولكنها عميقة، قرأنا بعضها في مقالاته وسمعنا بعضها في جلساتنا معه وشيئاً منها وأنا أصغي إليها بمداخلاته تحت قبة مجلس الشورى حين سعدت بزمالته فيه.

* * *

الدحلان رجل موسوعي العطاء

فهو معنيّ بالعلم وبالاقتصاد وشغوف بالتعليم، وهو مؤلف وكاتب ومحاضر واقتصادي ورجل أعمال معني بالتعليم ومستثمر فيه.

** ومن أجمل ما حواه الكتاب عنه تطرُّق مَن كتبوا عنه للجانب الإنساني فيه فهو حقاً إنسان.

من مقولاته الرائعة التي ظللت أتأملها: «إن عائد الاستثمار بالبشر أعلى من عائد الاستثمار بالحجر».

وقد فعل ذلك إنجازاً لا تنظيراً.

* * *

المال ليس كل ما يهمه كرجل أعمال كما لدى كثير من رجال الأعمال، بل إنه يرى المال كما عرفته وعرفه الكثيرون مثل السماد إذا نثرته بالأرض أثمر وأزهر وإن أبقيته ظل سماداً لا قيمة له، ومرة كتبت تغريدة جاء فيها مع ما يتناغم مع نظرته للمال:

«فقير من لا يملك المال، لكن أفقر منه من لا يملك إلاّ المال» و:

«لا الـمَـالُ يَـبـقَـى وَلا الأرْوَاحُ خَـالِـدةٌ لا شِيءَ يَـبـقَـى سِـوى ذِكـراكَ والأثَـر»

نعم المال لا قيمة له بلا سجايا المحبة والرحمة وبلا نفع لنفسه وانتفاع غيره.

* * *

وكم توقفت إعجاباً بمقولته: «لا يقضي على الفقر إلا العلم».

لقد صدق.

وقد أحسن المؤلف الكريم بتوثيق الكتاب بالصور التي اشتملت على مراحل حياته المفعمة بالعصامية والنجاح والإبداع والتجارب.

* * *

الحديث عن هذا الرجل وكتاب سيرته يطول، وقد أوفى المؤلف بما يستحقه هذا «الإنسان الأنموذج بتاج المحامد: الوفاء، أسأل الله أن يطيل عمره وأن يلبسه ثياب العافية والهناء، وأن يستمر بهذه الروح السمحة العذبة فهو كما تثريك مقالاته وكلماته، تطربك جلساته بروحه الطريفة وحكاياته الممتعة فهو شمعة المجالس.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد