عثمان بن حمد أباالخيل
على ارتفاع 37 ألف قدم عن سطح البحر وبسرعة 900 كيلو بالسرعة تسألني حفيدتي الصغيرة وفي براءة الأطفال (يبة ليش الطيارة واقفة؟)، سؤال أخذني إلى حيث العلاقة بين الطير والطائرة.
الطيور مصدر إلهام لاكتشافات علمية كثيرة في مجال علم الطيران، الإنسان راقب الطيور وهي تحلق في السماء بدهشة، من هذا المنطلق بدأ بحث العلماء وأخذوا على عاتقهم التوصل إلى ما نشهده في وقتنا الحاضر. حقاً الطيور ترتفع في الفضاء وتحلق حيث تريد، وقد أشار القرآن الكريم إلى الأنظمة التي خلقها تعالى للطير وبها يستطيع الطيران في الجو، وذلك في قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل: 79).
الطيور مزودة بأجهزة ملاحة جوية مذهلة، تعينها على معرفة وجهتها بدقة وتركيز، ما زال العلماء عاجزين عن معرفة طريقة عملها. في الواقع هناك اختراعات تكنولوجية استلهمها البشر من الحيوانات ومنها الطيور. خلق الله الطيور فاخترع الإنسان الطائرة محاكاة لشكل نظام الإقلاع والطيران والتحليق والاستواء في ارتفاع معين، الطيور ومعظم الطائرات لها جناحان متصلان بالجسم الرئيسي وذيل في الخلف. والتشابه بين هذين المستخدمين للسماء - أحدهما طبيعي والآخر من صنع الإنسان - ليس مصادفة، بل هو شيء يسير من قدرة الله في حركة الطيور وهذا ما قلده الإنسان بعد بحوث وتجارب طويلة ومكلفة.
تم تصميم الطائرات على هيئة طيور بحيث يكون لديها أدنى مقاومة للرياح أثناء طيرانها للتغلب على قوة الاحتكاك، وبالتالي، تم تصميم الطائرات بحيث يكون لها جسم انسيابي للتغلب على قوة احتكاك الهواء.
في جامعة برينستون الأمريكية توصل المهندسون إلى تصميم مبتكر مستوحى من أجنحة الطيور بهدف أداء الطائرات، هذا التصميم وغيره من التصميمات جمعيها ترجع إلى قدرة الخالق للطيور وهي تحلق في الفضاء قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك: 19)، رغم التقدم في صناعة الطائرات بكل أنواعها إلا انه لا يزال هناك بعض التحسينات المستمرة والمستوحاة من حركة طيران الطيور في الفضاء.
المطبات الهوائية التي تحدث للطائرة حتى في السماء الزرقاء دفع العلماء إلى دراسة طيران الطيور التي يمكن أن تقدم حلولاً في هذا الشأن، سبحان الله مهما اندهشنا من عالم الطائرات إلا أن طيران الطيور أكثر دقة فهي من رب العالمين. أبحاث علماء عالم الطائرات لا يزالون يبحثون في تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي يمكنها أن ترفرف بأجنحة مثل الطيور. العلاقة بن الطائرة والطير علاقة سوف تبقي طويلاً، حيث إن الإنسان لا يزال في البحث عن عظمة طيران الطيور بدقة وحيوية.
همسة:
التقدم في صناعة الطيران مستمد ومستوحى من طيران الطيور، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم.