عبده الأسمري
ما بين تطوير «الصناعة» وتصدير «البراعة» أقام «صروح» السمعة على أركان من «الأحقية» وأسس من «الأسبقية» رفع فيها راية» الصناعيين» وترافع خلالها عن غاية» البارعين» حتى ارتبط أسمه بإمضاءات الحرفة وترابط صيته مع إضاءات «الحرفية» في مسيرة عاشها بروح «المهندس» وسيرة عايشها ببوح «المؤسس».
مضى يحصد «المنجزات» مستخدما «الشدة» في الحق والتي أسهمت في «اشتداد» عود الاستحقاق لأهداف تنموية غرسها في أرض «بكر» سقاها بغيث «المصابرة» ونماها بغوث «المثابرة» حتى حصد ثمارها اليانعة ليوزعها كمناهج مهنية ويرسمها كملامح وطنية سخرت «طرائق» الانجاز ووظفت «معاني» الاعتزاز. أنه رجل الأعمال المهندس سعد بن أبراهيم المعجل أحد رموز الصناعة والاقتصاد في الوطن.
بوجه نجدي مسكون بالألفة والتسامح وملامح مزيجة من الهيبة والطيبة تتكامل مع والده وتتماثل مع أخواله من عائلة «الزكري» وعينان تنضخان بنظرات الحكمة ولمحات الحنكة مع تقاسيم محفوفة بالصمت والإنصات والتروي وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية ومحيا قويم يزهو بقيمة الحضور ومقام التواجد في مناسبات «الوطن» ومحافل «النماء» وصوت خليط ما بين لهجة نجدية ندية بيضاء في المجالس العامة والخاصة ولغة فصيحة حصيفة في مواقع القرار ومواطن العمل قوامها «خبرة عريضة» ومقامها «مسيرة طويلة» وشخصية زاخرة بمكنون «معرفي» ومخزون «علمي» تتوارد منها سمات «الأمانة والإخلاص والنزاهة والشفافية والمهنية» وصفات طيب المعشر ولين الجانب وتواضع الذات وسمو القول ورقي الجواب وفصل الخطاب قضى المعجل من عمره «عقود» في ميادين العمل ومضامين النماء حتى حفر اسمه في قوائم «الكبار» وترك صيته في مقامات «الاعتبار».
في حي «دخنة» العتيق في مدينة الرياض ولد في العاشر من مايو للعام 1948 لعائلة سليلة من حوطة سدير وتفتحت عيناه على «أب كريم وجيه» واءم ما بين العلم والتجارة وغمر وجدانه بعناوين «التوجيه» و»أم حنونة حكيمة» جمعت الحنان والعاطفة وملأت قلبه برياحين «الدعوات».
بدأ المعجل خطواته الأولى في بيت «طين» مستأجر لوالده مكتظ بأنفاس الطيبين من عائلته المسجوعة بالمكارم.
وتكاملت «المنظومة» العائلية الفاخرة بموجبات «تأثير» وعزائم «أثر» رآها تتلألأ أمام ناظره في وجود «جده «عبد العزيز سادن» بيت المال في سدير وأعمامه البررة صالح وأحمد.
أنطلق المعجل بخطوات «راشدة» مقتفياً خطى «والده» ومراقباً لتلك المناهج الأولى في متجر والده الشهير ببيع «الأقمشة والأقطان» وظل ينهل من «خزائن» حكمته «الرشد والجد والود» واجتماعها كمزيج يصنع «الفارق» في التربية و»الفرق» في التنشئة.
ارتهن «المعجل» صغيراً إلى جملة من «التجارب» المشفوعة بالتطبيق في «نهارات» والده المجموعة بالكفاح والنجاح حيث دأب «الأب الحكيم» على اصطحابه إلى «دكاكينه» المتنوعة ليثري ذاكرته «الغضة» بمجموعة من «التجارب» المنوعة إيماناً منه بأهمية دمج التشويق بالتطبيق ومزج التساؤلات «الباكرة» بالإجابات» اللاحقة» من صميم «التعلم باليقين».
حيث رافق المعجل والده «التاجر الباهر» الشهير بالنبل إلى دكان يملكه في «قيصرية البطحاء «مخصص لبيع القهوة والشاي والهيل والأرز ودعته «نباغته» المبكرة إلى تحليل ما يراه من «تعاملات» ليكمل مسيرة» التيقن» في تجربة أخرى حيث أمسك والده بيده طفلاً ليريه «موقعاً» آخر وهو محل لبيع الأسمنت يختلف عن سابقه في النوع والعمل والأداء والكفاءة والروائح التي تباينت ما بين «الزاكية» و»النافثة « فترسخت في ذهنه الفوارق والمفارقات في آن واحد ليتعلم المتاجرة من «عمق» الوقع إلى «أفق» الواقع.
حرص والده على تعليمه وتشارك مع والدته في توزيع «منهجيات» فاخرة من الدوافع له والتي تجلت في سماء «المنافع» حيث درس المعجل في كتاتيب الرياض في البدايات ثم انتقل للدراسة في مدارسها المختلفة حتى التحق بثانوية «اليمامة» الشهيرة الباذخة بزف المبدعين إلى «أعراس» التنمية واشتهر بين زملائه وأبناء جيله بنباغته ونباهته وتفوقه حتى أطلق عليه في المدرسة «نابغة اليمامة».
تخرج المعجل من الثانوية عام 1968 وكان ترتيبه الحادي عشر على مستوى المملكة وحينها ظل في «سباق» مع بعد نظره و»انعتاق» من الاتكاء على وظيفة مؤكدة أو تجارة عائلية فنوى أن يكمل دراسته وحصد فرصة «الابتعاث» بعد مد وجزر ما بين «الفرص المعقدة» والامكانيات المتاحة».
ثم طار إلى أمريكا وهو دون سن «العشرين» في رحلة مضنية جائلة توزعت افاقها ما بين لبنان والمغرب وظل يقرأ في «الأجواء» مضامين الأحلام وانضم مع خمسة مبتعثين سعوديين بكلية الهندسة في جامعة ولاية أوريغون الأمريكية.
وظل الشاب الطامح يرسم «خرائط» النجاحات ومضى يشبع عقله بالبحوث والدراسات التي ظل يكافح بها مواجع «الغربة» ويؤسس منها «صرح» تفوقه.
حصل المعجل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام 1973 ولأنه مسكون بالعلا قرر إكمال دراسته وعرضت عليه جامعة أوريغون ولكنه فضل الركض في ميدان جديد حيث انتقل لدراسة الماجستير في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا ونال منها درجة الماجستير باقتدار في الهندسة الكيميائية.
تجرع المعجل «مرارة» فقد والده تزامناً مع بلوغ اسمه «أصداء» العالمية في أمريكا نظير انفراده في دراسته وبحثه ومثابرته فقرر «العودة» إلى الرياض حاملاً في داخله «غصة» الرحيل وتاركا في غربته «قصة» التميز.
أنهى المعجل دراسته عام 1975 واستقر في «عاصمة العز» ليبدأ اكمال مسيرة والده محولاً «التجارة» إلى منبع للجدارة ومنظومة متنوعة «الاستثمار» وبدأ في تطوير مشاريع تجارة «الأسمنت» وتوسع فيها وأضاف عليها قطاع البناء والدهانات والحديد واتجه إلى عالم الصناعة، حيث أسس مصانع مختلفة ونوعية في مجال الأسمنت والخزف والبلاط والأدوات الصحية واتجه إلى التطور والابتكار في صناعة الترفيه والصناعات الحديدية وصناعة الأنابيب وخدمات الطاقة.
عانق المعجل «الابداع والانفراد» في تأسيس شركات رائدة في السعودية ودول الخليج في التصنيع، والطاقة، والخدمات المالية، والتجزئة، والاستثمارات العقارية، والتجارة، والتعليم.
وشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة اليمامة للصناعات الحديدية ورئيس مجلس إدارة شركة اليمامة للحديد التسليح.
وشغل في فترات سابقة منصب رئيس مجالس إدارات شركات الخزف السعودي والتعدين المتحدة واليمامة للجرانيت شركة الرخام وعضويات في مجلس إدارة شركة إسمنت الشرقية والشركة العربية للأنابيب وشركة الخزف للأنابيب وشركة التصنيع لخدمات الطاقة (طاقة) وشركة الاستثمارات والشركة المتحدة للصناعات الغذائية المحدودة (ديمه) وشركة إكسبو الظهران والشركة العربية للصناعات الدقيقة.
وتولى المعجل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض ورئيس مجلس اللجنة الصناعية الوطنية في غرفة التجارة والصناعة ومجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس إدارة منتدى الرياض الاقتصادي وعضو مجلس الغرف السعودية وعضو مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية وعضو مجلس إدارة برنامج تطوير المجمعات الصناعية الوطنية السعودية وهو عضو في المجلس الاستشاري العالمي لجامعة الملك سعود وعضو مجلس الإدارة باللجنة الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) وعضو مجلس الإدارة الهيئة العامة للولاية في المملكة العربية السعودية على أموال القاصرين ومن في حكمهم.
قدم المعجل الكثير من الأفكار والمبادرات والخطط والرؤى التي أسهمت في تطوير الاقتصاد الوطني وتميز قطاع الصناعة في اتجاهات الماضي والحاضر والمستقبل المشرق.
للمعجل أعمال خيرية متعددة في عدة جوانب تجللت بستار الخبيئة والاحسان وتكللت بسر الدعوات في وميض المعروف والعرفان.
يقف «المعجل» امام منصات حافلة برصيد مديد بالخبرات والمنجزات محاطاً بعائلة «كريمة» قوامها رفيقة دربه هالة بنت حمد المعجل «الهالة» التي كانت له الزوجة والمعلمة ورفيقة درب السعد.. وأبناء وبنات كرام شكلوا عقد «البر «وأصبحوا «جواهر» مضيئة في محيط أسرته ولآلئ» ساطعة و«ثمار» يانعة شكلت له «حصاد» العمر و«سداد» الاقتداء.