: آخر تحديث

غزّة... وحماقة الطغاة!

4
4
4

عبدالعزيز الفضلي

المتأمل في القصص والأحداث عبر التاريخ، يُدرك كم تسبّب الغباء والحماقة في هلاك طغاة وزوال ملكهم!

ففرعون الذي رأى بعينيه كيف انفلقَ البحرُ لموسى، عليه السلام، كان يفترض فيه أن يُوقن بأنّ ما حدثَ معجزة، لا يملك معها إلّا التصديق برسالة موسى، عليه السلام، أو العودة بجيشه وترك موسى وأتباعه.

إلا أن حماقته وغباءه واستكباره دفعه إلى اقتحام البحر ليكون في ذلك هلاكه!

قبل غزوة بدر، خرج سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام، لكن أبا سفيان - قائد القافلة - تمكن من النجاة بها، بعد أن عَلِمَ بنيّة النبي وأصحابه على اعتراضها.

خرجت قريش بجيش كبير لإنقاذ القافلة، ولمّا علموا بنجاتها همّوا بالرجوع، إلا أن حماقة واستكبار أبي جهل، جعلته يُصرّ على ملاقاة جيش المسلمين، وكان مما قال: (لا نرجع حتى نَرِدَ بَدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونشرب الخمور، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبداً).

ويشاء الله عز وجل أن يكون هلاك أبي جهل في الغزوة نفسها، ليكون في ذلك عِبرة لكل طاغية متجبر معاند.

هذه الأيام نرى إصرار الأحمق رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو على استمرار الحرب في غزة، برغم مرور أكثر من 11 شهراً لم يتمكن من خلالها من تحقيق شيء من أهداف الحرب التي أعلنها والتي منها إطلاق الأسرى والقضاء على «حماس»، والسيطرة والبقاء في غزة!

فما زالت المقاومة تتصدى لقواته، فتقنص الضباط والأفراد، وتفجر المباني والأنفاق بجنوده، وتدمر الدبابات والآليات، وتطلق الصواريخ، وتعطل المطارات، وتمنع سكان مناطق غلاف غزة من العودة إلى مستعمراتهم، وتتسبب بخسارة المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي، وتؤدي إلى الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة.

وعلى الصعيد العالمي هناك استياء واستهجان كبير من المجازر التي ترتكبها قواته، وهناك إدانات في المحافل الدولية، وإحراجات يسببها لحلفائه!

وازدادت المطالبات والدعوات لإيقاف الحرب، والاتجاه نحو صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.

إلا أن هذا الغبي الأحمق لا يزال مُصرّاً على عدم النزول من الشجرة والاستجابة لكل هذه الدعوات!

أقولها واثقاً، انطلاقاً من وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، والذي يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ومن استقراء التاريخ، بأن نهاية هذا المتعجرف باتت محسومة، إما بسقوط حكومته، أو بهلاكه على يد أحد أفراد كيانه الغاصب، وما ذلك على الله

بعزيز.

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد