: آخر تحديث

كيف ارتفعت قدرات البشر؟

20
20
22

ربما لم يتوقع الأميركي مايكل جاكسون ملك رقصات «البريك دانس» أن تقرر باريس إضافة مهاراته ضمن ألعابها الأولمبية في عام 2024! رقصات breakdance بدأت من أزقة نيويورك في السبعينات، لكن نجم البوب جاكسون أخذها نحو العالمية عندما صدم الجمهور بمشية القمر (مون ووك)؛ حيث تتطلب تلك الرقصات مهارة عالية في المزج بين براعة الرقص والحركات البهلوانية.

ورغم أن الفنان الأميركي جيمس براون هو قدوة مايكل جاكسون الذي حضر جنازته الشهيرة متأثراً عام 2006، فإن التلميذ قد يتفوق على أستاذه. وهذا حال المهارات. فكم من مدرب فذ تفوق عليه تلميذه. ولذلك تقول العرب «ابن الوز عوام». وهي دليل على قوة مهارات البشر التي لم تصل بعد إلى أوجها. ففي كل أولمبياد نذهل بأن الرقم القياسي السابق قد تم تخطيه من لاعب جديد.

رأينا من يجر شاحنة وطائرة بفكيه، وشاهدنا من يسحب بساط الهزيمة من تحت ملاكم فذ، كما فعلت الجزائرية إيمان خليف بضربتها القاضية بعد 46 ثانية أبكت بها غريمتها الإيطالية. وهذا يأخذنا إلى حقيقة مفادها أن من المهارات ما هو «فطري» وما هو «مكتسب» عبر المران. ولذلك تنفق المؤسسات مليارات حول العالم على تدريب كوادرها. لأن التدريب «ينقل مهارة» في حين أن المحاضرات والجامعات «تنقل المعلومة». يحتاج البشر لكلا الأمرين لبدء رحلة التفوق.

وساعدنا العلم على تقوية مهاراتنا، فصرنا نقيس بدقة مدى تحمل اللياقة البدنية، ونبضات القلب، والكتلة العضلية لجهودنا. وأسهم كذلك الطب الرياضي والنفسي البيوميكانيك في تحليل حركة الجسم ونشاطه لتحسين المهارة وتقليل الإصابات.

والأمر نفسه ينطبق على المهارات الأخرى؛ فقد تبين أنه يمكن تعلم مهارات، إدارية، وتكنولوجيا، ومالية، ومهنية، وذهنية. فلدى الإنسان مثلاً مقدرة على تعلم ما لا يقل عن أربع لغات في مرحلة الابتدائي، بخلاف ما كان الاعتقاد السائد، وأصبحنا نستطيع تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومة والقراءة السريعة عبر تمارين تطبيقية. وصار الإنسان يقطع الأنهار والمحيطات بسرعات خيالية!

واستمرت بعض الأرقام القياسية لنحو عقدين لم يكسرها أحد مثل الوثب الطويل، ورمي القرص للرجال الذي لم يكسره أحد منذ 37 عاماً، وهو دليل على أن جهداً مذهلاً يبذله الإنسان يستحق التقدير والاستقطاب سواء في ميادين الرياضة أو بيئات العمل.

واكتشفنا في الأولمبياد وغيرها أنه ليست هناك حدود لقدرات النساء سوى تلك التي نضعها لهن في أذهاننا. وكذلك الحال لمعشر الرجال الذين يبهرون البشرية منذ فجر التاريخ.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد