من المشاهد الإيجابية التي نراها في المنظومة التعليمية بالدولة، تلك التي تركز على الارتقاء بالطلبة متدني المستوى، الذين ليس لديهم القدرة العلمية للاجتياز وتحقيق النجاح للترفيع إلى الصف الأعلى، وهنا تصبح العملية التعليمية ليست مجرد روتين منتظم، بل مسار حقيقي لبناء قدرات الأجيال في المدارس.
برنامج «تمكين» مبادرة استثنائية لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وجدت لدعم الطلبة ذوي الأداء المتدني، ومنحهم فرصة ثانية لتحقيق متطلبات الاجتياز والتقدم، إذ يقدم البرنامج معالجات لطلبة الصفوف من الثالث إلى الثاني عشر، للارتقاء بمهاراتهم الأساسية التي تشكل عائقاً لتقدمهم العلمي.
بعضهم يسأل عن أهمية هذه النوعية من البرامج، وهل هذا يعني عدم قدرة المدارس على الارتقاء بمهارات المتعلمين الأساسية؟ وإلى أي مدى تؤثر في تعديل مستويات الطلبة؟
الفروق الفردية بين الطلبة، مصطلح متعارف عليه بين أروقة الميدان التربوي، ما يأخذنا إلى وجود تفاوت في المستوى العلمي بين المتعلمين، فهناك من لديه قدرات ومهارات لتحقيق أعلى المعدلات، وفي الوقت ذاته لدينا من هم الأقل مهارة، وفي هذه الحالة لدى المدارس استراتيجيات وخطط للارتقاء بمستوى الطلبة لردم فجوة الفروق الفردية.
ولكن الطلبة الذين يعانون نقص المهارات الأساسية، والتدني الدراسي الدائم، وعدم القدرة على الاستيعاب والإنجاز، يحتاجون إلى برامج متخصصة؛ إذ إن عملية دمجهم علاج غير كافٍ، فالمتعلمون يغردون في سرب، وهذه الفئة تغرد في سرب آخر، وهنا تكمن أهمية «تمكين» الذي يؤهل ويعالج ويوفر الاحتياجات، ويرتقي بالمهارات والقدرات، ويمنحهم فرصة جديدة للنجاح والاجتياز.
وإذا نظرنا إلى فوائد البرنامج وانعكاساته على مستوى الطلبة، نجد أن مضمونه يعزز مهارات التعلم الأساسية لدى المتعلمين، كمهارات حل المشكلات والتفكير النقدي، وهذا في حد ذاته يساعدهم على تحسين أدائهم الأكاديمي بشكل عام، كما أن الدعم النفسي والاجتماعي الذي يقدمه البرنامج، يُمكّن الطلبة من بناء الثقة بأنفسهم وتحسين قدرتهم على التعامل مع التحديات.
أولياء الأمور مطالبون بإدراك أهمية برنامج «تمكين» ومدى آثاره الإيجابية على مستويات أبنائهم في تلك الفترة، لا سيما أنه يعد فرصة حقيقية جديدة للارتقاء بمستوى الطلبة، وتمكينهم من الاجتياز والنجاح، وهناك العمل، يداً بيد، مع الجهات المعنية وإدارات المدارس أمر إلزامي لأولياء الأمور.
«برنامج تمكين» يجسد جهوداً كبيرة تحمل معها حلولاً ومعالجات لمجابهة التحديات التي تواجه الطلبة خلال رحلة الدراسة في مختلف الحلقات، فعلى الجميع إدراك أهميتها والاستفادة منها للارتقاء بمستويات الأبناء علمياً ومهارياً ومعرفياً.