بدأ السياسيون والقادة العسكريون في إسرائيل -بعضهم على الأقل- يظهرون قلقهم من استمرار الحرب في غزة، وأنها فقط من أجل حماية نتنياهو مدعوماً من المتطرفين في الحكومة، وأن كل الأهداف بعد أكثر من ثمانية شهور لم يتحقق منها أي شيء وأن ثمنها قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والإضرار بالاقتصاد، وتهديد حياة الأسرى لدى حماس.
* *
ويتحدث المناوئون لاستمرار الحرب من الإسرائيليين على أن نتنياهو يواجه ضغوطاً من المتطرفين في حكومته، وأنه غير قادر على التخلص من هيمنتهم عليه، لأن أي موقف معارض منه لهم سوف يعرّض الحكومة إلى فقد تماسكها الهش، وبالتالي استقالتها، وهو ما يتجنب حدوثه، لحسابات تخصه، هروباً من مقاضاته على الفساد والرشوة ضمن تهم أربع، فضلاً عن مسؤوليته في أحداث السابع من أكتوبر.
* *
ومع ارتفاع أصوات المعارضين لسياسة الحكومة، والمطالبة بإقالتها، والتأكيد على فشلها في تقويض قدرات حماس، تأتي المظاهرات من ذوي الأسرى والقتلى في الحرب لتضغط هي الأخرى على الحكومة، ويأتي تأثيرها من استمرارها، وتصاعدها، ما يجعل من استقالة الحكومة في حكم المؤكد خلال فترة لن تطول، إذ إن الجيش الإسرائيلي لن يقبل بدفع هذه الأثمان الباهظة من أجل حسابات سياسية شخصية لنتنياهو على حساب مصلحة إسرائيل.