إذا بحثت عن مصادر المعرفة القديمة والحديثة مجتمعة في بيئة ثقافية واحدة، فأنت لست في حاجة إلى السفر والتجوال بين مكتبات العالم، ولست في حاجة إلى الانتظار على لائحة مراكز البحوث والأكاديميات المتخصصة في الشرق والغرب. هذه المصادر في كامل إنتاجها الثقافي المنتظم قائمة وموجودة هنا في الإمارات، وتشكّل في نتاجها المعرفي هذا ثقافة متراكمة، تنوّعية، عربية وعالمية، تعود في جذورها وأصولها إلى جهات العالم كلّه، ولعلّ قارئاً عربياً أو أجنبياً متخصصاً أو غير متخصص لا يمكن أن تتوفر له مصادر المعرفة بجملتها العالمية هذه سوى هنا، في البيئة الثقافية الإماراتية.
وإليك، عملياً لا نظرياً تجلّيات هذه الظاهرة المعرفية الثقافية في الدولة التي حوّلت مفهوم القراءة من معنى المطالعة المهنية التقليدية إلى معنى بناء الإنسان من داخله، وتوقه إلى المعرفة بوصفها سلوكاً يومياً وحاجة ضرورية مرتبطة كلياً بالماضي، والحاضر، والمستقبل.
توفر دارة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في الشارقة كل مصادر البحث في التاريخ من وثائق وخرائط ومرجعيات أرشيفية أصلية، وهي مرجع موثوق للباحث، والدّارس.
على صعيد ثقافة المسرح، صدر عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة سلسلة غنية من العناوين المتخصصة، عربية وغير عربية ضمن خطة نشر منتظمة.
دعمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم مؤلفات عالمية صدرت عن المنظمة العربية للترجمة في الأديان، والتاريخ، والفلسفة، وغيرها من حقول معرفية أساسية.
يصدر عن دائرة الثقافة في الشارقة عناوين في الأدب، والنقد الأدبي، والنقد المسرحي، والنقد التشكيلي.
مشروع كلمة في أبوظبي تجاوز الألف عنوان في إطار سلاسل نشر مختلفة في الحضارات، والآداب، والفنون، والأديان، والعلوم.
تصدر عن معهد الشارقة للتراث مجموعة منتظمة من الكتب المتخصصة في التراثيات العربية والعالمية.
ندوة الثقافة والعلوم ترفد الساحة المحلية بإصدارات وعناوين في الآداب والنقد والفنون الإسلامية.
إصدارات مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية رافد مهم للثقافة العربية محلياً وعربياً.
بيت الفلسفة في الفجيرة متخصص في الثقافة الفلسفية العربية وصدر عنه معجم الفجيرة للفلسفة.
هذه الخزانة المعرفية الكبرى متوفرة للقارئ في الإمارات، ولمن يقرأ أيضاً بالعربية من غير العرب، ماكينة نشر لا تتوقف. كتب متاحة في المكتبات وفي معارض الكتب، وفي المؤسسات، وفي البيوت، تراكم ثقافي وراءه شبكة من المصادر.