: آخر تحديث

الكتاب الورقي يتصدر

6
7
6

ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي نتناول فيها العلاقة بين نوعي الكتب: الورقي والإلكتروني، والمفاضلة بينهما لدى جمهرة القرّاء والمهتمين، بين المشدودين للكتاب الورقي الذين لا يلجؤون إلى الإلكتروني إلا اضطراراً، وبين من يرون العكس. فالكتب الإلكترونية المحمولة على حواسيبنا وحتى هواتفنا، هي بمثابة مكتبة متنقلة نأخذها معنا أينما ذهبنا، لا تكلفنا وزناً ولا عبئاً، وتغنينا عن تكديس الكتب في بيوتنا ومكاتبنا.

ما أكثر ما نصادف في الفضاء الإلكتروني، وفي الصفحات الثقافية بالجرائد، نقاشات تتمحور حول هذه المسألة، ويجري فيها عرض تجارب ملموسة لأفراد أو جماعات في علاقتهم مع القراءة، على ضوء مستجدّات عالم اليوم. ويبدو منطقياً أن نطالع توقعات، لا تخلو من الوجاهة على كل حال، حول أن اختفاء الكتاب الورقي هي مسألة وقت فقط، وأنه وسط التطورات المتسارعة في وسائل التواصل وأدواتها، ستنشأ أجيال «حرّة» من الحنين للكتاب الورقي الذي يشدّ الأجيال الأكبر.

لكن ها هي «بي. بي. سي»، وفي عرض حديث للموضوع، تخلص إلى الخلاصة التي تجدونها في عنوان المقال: «الكتاب الورقي يتصدّر»، بناء على ما وصفته ب«الدراسات العلمية والمقابلات مع مؤلفين ومتخصصين ومسؤولين وقرّاء». من هذه الدراسات واحدة قامت بها كلية الأعمال والاقتصاد بجامعة ماكويري بأستراليا على عينة من ألف كاتب وناشر، تشير إلى أن نصيب الكتب المطبوعة يأتي في الصدارة بنسبة 45% بالمقارنة ب35% للكتب الرقمية أو الإلكترونية، كما أن نسبة الكتب الصوتية أو المسموعة في ازدياد.

لذلك أسباب، بينها مثلاً رغبة الكثيرين في العودة للشكل التقليدي للكتاب من أجل الهروب من التأثير السلبي لأشعة أجهزة الكمبيوتر والهاتف، والتي تحيط بالإنسان في كل مكان، ما شكّل فرصة لإحياء الكتب الورقية، وينقل كاتب التقرير عن قارئة التقاها في الدورة الأخيرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب التي أقيمت عشية شهر رمضان الحالي، قولها «إنها تدوّن ملاحظاتها داخل الكتاب الورقي وتتحاور مع الكاتب وتطرح عليه أسئلة، من خلال ما تكتبه من ملاحظات داخل الكتاب»، وهو أمر من المحال أن يؤمنه الكتاب الإلكتروني، ويعطي د. خالد عزب مؤلف كتاب «النشر في الوطن العربي» مثالاً على المكانة التي لا تزال قائمة للكتاب الورقي بعدد زوّار آخر دورة لمعرض القاهرة الدولي، وهو الأكبر عربيّاً، حيث بلغ أكثر من ثلاثة ملايين زائر وزائرة.

لا يعني هذا أن الكتاب الورقي لا يواجه، بدوره، تحدّيات كثيرة، ما يطرح الحاجة إلى التكامل بين نوعي الكتاب، قد نجد تعبيراً عنها فيما دعاه التقرير المشار إليه ب«سياسات هجينة بين الورقي والإلكتروني والمسموع من أجل التوصل إلى فئات مختلفة من القرّاء».

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد