: آخر تحديث

بايدن وترامب لديهما ما يخشيانه غير العمر

9
10
10

بعد الانتخابات التمهيدية للحزبين الديموقراطي والجمهوري في 5 آذار (مارس) الجاري، في ما يُعرف بـ"الثلثاء الكبير"، تأكّد أمر واحد وهو أنّ الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، هي عبارة عن جولة اعادة بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن والرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.

وهذه المرّة الأولى التي يواجه فيها رئيس سابق رئيس في منصبه منذ عام 1912. وعلى رغم أنّ المرشحين معروفان على نطاق واسع، فإنّ نسبة 12 في المئة من الناخبين المتأرجحين هي النسبة التي ترجح الفائز.

وفي الانتخابات الأخيرة عام 2020، اقترع 160 مليون أميركي، لكن بايدن فاز بولاية ويسكونسن، التي كانت هي الكفة المرجحة له بفارق 20 ألف صوت، أو ما نسبته 0.013 في المئة من اجمالي الأصوات في الولايات المتحدة.

وفي المواجهة بين بايدن وترامب، ستلعب قضايا الاقتصاد والحدود والإجهاض أدواراً رئيسية في تقرير وجهة الناخبين، فضلاً عن نسبة الإقبال وعملية الإقناع والمتبرعين والمتطوعين. ومع ذلك، ففي هذه الانتخابات هناك مساحة كبيرة من عدم اليقين.

وأظهر "الثلثاء الكبير"، أنّ غالبية من الأميركيين غير راضين إلى حدّ كبير حيال خياراتهم التي انحصرت ببايدن (81 عاماً) وترامب (77 عاماً) وهو رئيس سابق يواجه 91 تهمة جنائية ويفترض كثيرون أنّه سيتصرّف كديكتاتور لو فاز.

وتُظهر استطلاعات الرأي باستمرار عدم القبول بكل من بايدن وترامب. وبيّن مسح أجرته وكالة "أسوشيتدبرس" ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة، أنّ غالبية من الأميركيين تعتقد أنّ أياً من المرشحين غير صالح من الناحية الذهنية ليقوم بمهام الرئيس لأربعة أعوام مقبلة.

وردّ بايدن خلال خطاب "حال الاتحاد" على معارضي ترشحه بسبب التقدّم في العمر، قائلاً إنّه عندما انتُخب سيناتوراً للمرّة الأولى عام 1972، كان البعض يخشى أن يلقي خطابات لأنّه كان لا يزال شاباً وقليل الخبرة، أما الآن، فيخشى آخرون أنّه قد لا يكون مناسباً للمنصب بسبب كبر سنه، وأكّد أنّ من مزايا التقدّم في العمر هو رؤية الأمور بطريقة مختلفة.

ما يقلق بايدن هو أنّ نسبة لا بأس بها من الديموقراطيين ترى أنّه كان من الأفضل اختيار شخصية أخرى للترشح عن الحزب، كي لا يكون العمر عاملاً سلبياً يحرم الحزب الديموقراطي الرئاسة.

ويواجه بايدن أيضاً احتجاج ناشطين غاضبين بسبب تعامله مع حرب غزة. وبدأ هؤلاء في تنظيم أنفسهم في ولاية ميشيغن، حيث تتواجد جالية عربية- أميركية كبيرة ساعدت الرئيس في انتخابه في 2020. وقبل أسبوعين صوّت 100 ألف ديموقراطي في خانة "غير الملتزمين"، في عرض قوة كان كافياً لإيصال مندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي. وكذلك فعل ناخبون يعارضون الحرب على غزة في ولايتي مينيسوتا وماساشوستس في "الثلثاء الكبير".

لا يمكن الاستهانة بهذه العقبات، التي يمكن أن تؤدي إلى خسارة بايدن الانتخابات، بسبب التنافس الشديد الذي تتميّز به.

على أنّ ترامب بدوره، يواجه إلى المشاكل القانونية الكثيرة، وجود نسبة من كوادر الحزب الجمهوري ترى أنّه كان يتعيّن اختيار شخصية أخرى من الحزب. وفي حال ادانة ترامب بأي من الاتهامات التي يواجهها، قد يترك ذلك بعض التأثير على مؤيديه.

كما أنّ كلاً من بايدن وترامب، يواجهان تحدّيات من بعض المرشحين المستقلين وأبرزهم روبرت كينيدي جونيور. ولا يزال الديموقراطيون إلى اليوم يتهمون المرشح المستقل رالف نادر بالتسبّب في هزيمة المرشح آل غور، لأنّ بعض الأصوات التي حصل عليها نادر في ولاية فلوريداً كانت كفيلة بترجيح كفة غور في مواجهة جورج بوش الإبن، خصوصاً أنّ الفارق بينهما لم يتعدّ 700 صوت أو أكثر بقليل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد