: آخر تحديث

«وقف الأم».. فوق الخير خير

9
9
9

كل عام وأنتم بخير.. كل عام ودروب الخير تفيض عطاء، وتمتد وتطول، محاولة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من البشر، مهما بعُدت المسافات، ومهما تطلب للوصول إليهم مشقة وجهداً؛ وكل عام والمبادرات في ازدياد، ينتظرها كثر، ليشاركوا فيها بفرح ومحبة، وينتظرها آخرون ليتلقوها ويستفيدوا منها بفرح ومحبة.

حملة «وقف الأم»، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكريم الأمهات، بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم، تأتي لتضيف درباً إلى دروب الخير التي تشقها الإمارات، وتعبّدها باستمرار، ولا تحصرها بشهر رمضان الكريم فقط، وهي مبادرة تحمل فيضاً من التكريم للأم، حيث تُطلق باسمها من أجل توفير التعليم لملايين الأفراد، وبشكل مستدام. وتأتي في الشهر المبارك الذي يصادف فيه هذا العام يوم الأم، وتعدّ حلقة من ضمن الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت بتوجيهات سموّه، وحققت المراد منها بل أكثر، ونجحت في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس داخل الإمارات وخارجها.

حملة «وقف الأم»، تخصص ست قنوات ميسّرة لاستقبال التبرعات والإسهامات من الأفراد والمؤسسات. واللافت أنها لن توفر التعليم للملايين بشكل مؤقت، بل هي باب خير لن يوصد، تفتحه الحملة اليوم، وسيبقى كالنهر الجاري يتدفق عطاء، لتأمين التعليم المستدام، لمن تحول أوضاعه دون التعلم، فلن تمنحه هذه المبادرة فرصة الخروج من ظلمة الجهل والأمية أو حتى استكمال التعليم لعام فقط، ثم تتركه وحيداً، إنما تدعمه «تعليماً وتأهيلاً.. ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية». كما أن من أهداف «وقف الأم» النبيلة التي تستوقفنا، فلا يسعك إلا أن تزداد احتراماً وتثميناً لها، لأنها تتيح الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والدته ضمن هذه الحملة، والهدف «ترسيخ قيم برّ الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع».

كل حملة خيرية تحثّ الإنسان على فعل الخير، تذكره، وتوعيه، وتدله على الطريق الذي عليه أن يسلكه، إذا أراد فعل الخير والمساعدة، خصوصاً خلال شهر الخير والبركة، تيسّر له سبل إسعاد الآخرين، بحيث لا يكون أمامه أي حجة للتجاهل والتغاضي، فهي تجسد الخير بوجهيه، حيث تمنح المحتاجين السعادة، وتنقذهم من أزمات مختلفة يخضعون لها، ويعجزون عن حلها أو التخلص منها، لتطوير حياتهم من جهة، وتمنح الناس فرصة فعل الخير والمساهمة في تحسين أوضاع أسر ومجتمعات من جهة أخرى.. «وقف الأم» يضيف فوق الخير خيراً، بمنح الأبناء فرصة تكريم أمهاتهم عبر دعم المحتاجين بأسمائهنّ، ويا له من تكريم مضاعف!

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد