المملكة دولة دائماً ما تسعى لإحلال السلام في العالم؛ كون السلام أساس التعايش بين الدول وتقدمها وازدهارها، وفي المقابل فإن الحروب ونتائجها تجلب الخراب والدمار والضحايا وأزمات لا حصر لها.
من هذا المنطلق دائماً ما تدعو المملكة إلى تحكيم لغة العقل تجنباً للصراعات، وتشارك في وضع الحلول لإنهاء الأزمات، من تلك الأزمات الحرب الروسية - الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني دون حسم، والتي سعت المملكة إلى تسوية النزاع بين البلدين لامتلاكها علاقات جيدة متوازنة معهما، ما يعطيها مساحة واسعة للتحرك وصولاً إلى حل سياسي يؤدي إلى تسوية سياسية، فالدور القيادي العالمي للمملكة يؤهلها لأن تقوم بأدوار لإرساء أسس السلام بين البلدين وفي العالم.
الزيارات التي قام بها الرئيسان الروسي والأوكراني للمملكة جاءت في إطار سعيها لإيجاد حلول تفضي إلى إرساء السلام بين البلدين، وما المبادرات التي قادها سمو ولي العهد للتخفيف من تبعات الأزمة، ومنها إطلاق سراح أسرى من جنسيات مختلفة، وتقديمها 410 ملايين دولار مساعدات إنسانية من أجل التخفيف من تداعيات الأزمة، واستضافتها اجتماعاً أمنياً عالي المستوى ضم أربعين منظمة دولية لبحث السبل الكفيلة لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية والسياسية والتنسيق بين جميع الأطراف في محاولة جادة للوصل إلى حل ينهي الحرب.
المساعي السعودية الجادة والعلاقات المميزة التي تملكها المملكة مع كل من روسيا وأوكرانيا تجعل منها وسيطاً مثالياً بين موسكو وكييف، فهي شريك موثوق لكلا الطرفين اللذين يعرفان حق المعرفة أن هدف المملكة من إيقاف الحرب إنما لحفظ الأرواح وإعادة الأمور إلى نصابها، وأن يكون السلام الدائم هو سيد الموقف.