كل إنسان منا مسؤول عن نفسه وتصرفاته وإدراكه وسلوكياته، فعندما تدرك قدراتك حتما سوف تحاول استغلالها فلا تضيع وقتك في اللوم والنقد والمقارنة، هؤلاء القتلة الثلاث إن سمحت لهم أن يقاتلوك سوف تزداد قوتهم وقد يضيع وقتك، لذلك بدلاً من أن تضيع وقتك في اللوم والنقد وتحاول تغيير سلوكك من أجل الآخرين، حاول أن تطور من نفسك وتغير من سلوكك أنت، أنت تتحمل مسؤولية نفسك وقراراتك؛ فالحياة إدراك وقبول وقرار واختيار، كلها قادرة على إيقاظ قدراتك.
أسوق لكم قصة ملك كان يريد أن يعرف هل الرعايا مسؤولون عن أنفسهم أم لا، فأمر الحراس أن يضعوا صخرة كبيرة في منتصف الطريق ليعرف كيف يتصرف الناس معها وكانت الصخرة ثقيلة لا يستطيع شخص بمفرده أن يحملها، مرّ أول شخص وعندما وجد الصخرة نزل وأخذ يشتم الصخرة والبلد والناس ثم أخذ طريقا آخر، ثم جاء آخر وعندما وجد الصخرة نزل وحاول أن يدفعها عن الطريق فلم يستطع فشتم وانصرف، ثم جاء الثالث وحاول أن يبعدها وفكر كيف يبعدها عن الطريق فأحضر قطعة من الخشب ولكنها انكسرت فاستنجد بالناس حتى يساعدوه وهكذا استطاعوا دفعها عن الطريق؟ وهنا ظهر له شخص من بين الاشجار وأعطاه مكافأة مجزية، فسأله الرجل: هل أنت الملك؟ قال الملك: نعم، أنا الذي وضعت الصخرة هنا في منتصف الطريق كي أعرف من سوف يتحمل مسؤولية دفع الأذى عن الناس.. وهذا يتضح لنا كيف تحمل هذا الرجل المسؤولية بغض النظر عن نتائجها واستطاع أن يصل إلى الأخير بغض النظر عن النتائج فكانت الهدية هي النتائج التي سوف تجنيها في نهاية عملك.
لذا علينا في مسيرتنا في هذه الحياة عدم التوقف والإصغاء لكلمات التقليل من جهودنا أو الكلمات التي تحاول النيل من معنوياتنا، التي تبلغنا بأننا لا نستطيع فعل هذا أو ذاك، إن أول خطوة يجب علينا القيام بها هي عدم الإصغاء لتلك الكلمات وعدم الالتفات لأي صوت مريب لا يدعمنا ولا يشجعنا، صحيح أنك لن تستطيع إسكات الآخرين، لكنك تستطيع أن تكون أقوى من كل كلمة تقلل من إمكانياتك، بالتحدي واثبات العكس، وكما قال مؤسس شبكة الأخبار العالمية CNN تد تيرنر:" أحب عندما يقول لي الناس لا يمكنك تحقيق ذلك، لأنه طوال حياتي والناس يقولون لي لن تنجح أبدا". وهذه هي النقطة المحورية والأساسية أن يأتي أحدهم ويقول نصيحتي لك لا تفعل هذا لأن إمكانياتك أقل بكثير من تحقيق النجاح.. عندها ثق بقدراتك ولا تلتفت لأي صوت غير منطقي وغير موضوعي.