: آخر تحديث

سلب طاقته الإيجابية وذهب

8
10
8

البعض من الناس يمتازون بمشاعر طيبة نقية صافية، وهم حساسون ويتعاطفون مع الآخرين.
هذه النوعية من الناس عندما نتعامل معهم، نسأل أنفسنا: ألم تمر بهم صنوف الحياة وألوانها القاسية، فتغير من مشاعرهم ونقائهم؟ ألم يتعرضوا للخيبات والألم النفسي والهم بسبب مواقف لا تخف علينا جميعاً؟ ومع هذا تجدهم وكأنهم قد اختاروا أن يكونوا مميزين بأحاسيسهم، ومبتكرين للسعادة، جوارحهم مرتاحة، وعقولهم في سلام، لا تفكر إلا في الخير، وقلوبهم مطمئنة نقية، تنبض بالحب والخير للجميع. ومع هذا، فإن هذه الفئة تبقى فريسة سهلة ومتاحة لفئة قليلة هم الانتهازيون، حيث يمارسون فنوناً من السلبية ضدهم، فيمتصون الطاقة الجميلة التي تملأ قلوبهم وعقولهم، يؤذونهم بالتنمر، والقسوة في الكلمات، والحدة في التعامل، دون سبب أو مبرر، فقط لأنهم لمسوا أن من يقف أمامهم دمث الخلق، كريم النفس، طيب المعشر، فكأن الطيبة تؤذيه، وكأن النقاء يكشفه.

على سبيل المثال، بائع في أحد المحال التجارية يقف على بضاعته، يدخل زبون ويسأل عن ثمن غرض ما، فيجيب البائع والابتسامة تعلو وجهه: بخمسين درهماً، فيرد الزبون، قائلاً: «هذه لو تعطيني إياها مجاناً لن آخذها، وتريد أن أدفع فيها خمسين درهماً». يكتفي البائع بالصمت، ولا يعلق، لكن الزبون يواصل كلماته، فيقول: «يعني تغش عيني عينك»، يكتفي البائع بالصمت، وينشغل مع زبون آخر، فيصرخ به: «أنا أتكلم معك»، فيرد البائع، قلت لك بخمسين درهماً، فتتواصل الكلمات القاسية، دون أي مبرر أو سبب. عندما تشعر أن هذا المحل يغش، يمكن التوجه للجهات الرقابية المختصة، لكن إهانة إنسان يقف على رزقه والقسوة عليه بالكلمات، وهو يتجنب الرد، ليحافظ على سمعة محله وتجارته، قسوة بالغة وغير مبررة، ولا يوجد لها سبب عند ذلك الزبون. لم يعجبك الثمن، اطلب تخفيضه، إذا لم يتم تخفيضه غادر المحل، وابحث عن السلع في محل آخر، أما الإهانة والصراخ، فهذا تنمر وترهيب، غير مسموح بهما لا قانوناً ولا أخلاقاً.

هذه الفئة التي يمثلها الزبون، تجيد فن سلب الطاقة الجميلة التي تملأ بعض القلوب، فالبائع تحولت ملامح وجهه للحزن والكآبة والألم. لقد تم سلب طاقته الإيجابية، دون أي سبب أو خطأ، ولكم أن تقيسوا على مثل هذا النموذج.
لنكن متسامحين كرماء في قيمنا وأخلاقنا وحبنا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.