: آخر تحديث

الإمارات.. انطلاقة جديدة نحو الفضاء

5
5
4

على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على آخر رحلة فضائية للإنسان على سطح القمر، إلا أنّ هناك حنيناً متزايداً لاستئناف هذه المسيرة التي حققت واحداً من أعظم الانتصارات الإنسانية داخل علوم الفضاء، ويبدو أنّ انشغال علماء الفضاء باكتشاف كواكب أخرى تكون صالحة للحياة هو الذي صرف الأنظار عن مواصلة البحث في أسرار قمر كوكبنا الفريد.

مما أصاب الأبحاث الفضائية المتعلقة بالقمر بنوع من الركود الذي يحتاج إلى طاقة جديدة تحرّك هذا السكون، فكان ذلك من نصيب دولتنا الزاهرة التي أعلنت وعلى لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن انطلاقة جديدة واثقة نحو القمر من خلال شراكة فاعلة مع ثلاثٍ من الدول الكبرى هي الولايات المتحدة وكندا واليابان بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي لتكون الإمارات وكما جاء على لسان صاحب السمو رئيس الدولة تشكل الإمارات والدول المشاركة في هذا المشروع العلمي الفريد خمسة بالمئة من دول العالم.

وقبل الخوض في تفاصيل هذا المشروع الريادي الكبير لا بد من التأكيد على تلك الكلمات الطيّبة الأصيلة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، في حق أخيه وعضيده وباني نهضة العلوم الفضائية في بلادنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

فبعد أن تحدّث صاحب السمو رئيس الدولة عن مشاعر الفخر التي تغمره حين حقق طموح الوالد الكبير طيب الذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وطموح هذا الشعب المثابر، وكيف أنّ الإمارات أصبحت نموذجاً حضاريّاً مشرّفاً للوطن وللأمة العربية جمعاء، توجّه بوجهه الطيب النبيل إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائلاً له بنبرة تفيض بالحب والإخاء: «ببركات ها المبروك، اللي سبقتَنا بالفكرة، وما شاء الله عليك طال عمرك، الداعم الرئيسي مو لها المشروع، بل للبلاد كلها، الله يحفظك».

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قد نشر على حسابه في إنستغرام هذه البشارة الكبرى بهذا الإنجاز الكبير للدولة، وأضاء التفاصيل الدقيقة لهذا المشروع الكبير حين قال:

«بدأنا عامنا الجديد 2024 في دولة الإمارات بمشاريع استثنائية بحمد الله. واليوم حضرت رفقة أخي رئيس الدولة، حفظه الله، إعلان انضمام دولة الإمارات لمشروع علمي عالمي لبناء محطة الفضاء القمرية إلى جانب الولايات المتحدة وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي، وضمن هذا المشروع سيصل أيضاً أول رائد فضاء إماراتي عربي لمدار القمر».

إنّ هذه الكلمات الثمينة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هي تأكيد على عمق الحضور الفاعل لدولة الإمارات في المشهد الحضاري، وأنّها تعرف كيف تستثمر في الطاقات المبدعة من أبنائها الذين يحملون بكل شرف ومسؤولية أعباء التقدم والإنجاز في سبيل رفعة هذا الوطن الذي يستحق كل خير وازدهار، وهي تعكس أيضاً حجم الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتطوير علوم الفضاء في دولة الإمارات من خلال شراكاتٍ فاعلة مع الدول ذات الخبرة العلمية المشهود لها، ويرعى ذلك كلّه ويسانده صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد الذي عبّر عن اعتزازه وفخره بهذه المنجزات التي تُنضّر وجه الوطن وترفع منزلته بين الأمم والشعوب.

ويتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الحديث عن هذا المشروع الكبير محدّداً المهام التي تتنظر علماء الإمارات قائلاً: «ستتولى الإمارات تطوير وحدة كاملة تزن 10 أطنان، وسيتم إنشاء مركز عمليات فضائية في الدولة للمحطة الجديدة.

ومركزٍ عالمي لتدريب رواد الفضاء أيضاً على أرض الدولة» لتكون هذه الكلمات الرائعة تجسيداً للدور المحوري والعملي الذي سيقوم به أبناء الوطن في هذا المشروع، وأنّ وجودهم سيكون فاعلاً من خلال هذه المهام التي سيترتب عليها إنشاء مراكز متقدمة للعمليات الفضائية والتدريب، وهذا هو المكسب الحقيقي من وراء هذه المشاركات المكلفة والتي ستعود بالخير على الوطن وأهله إن شاء الله.

وتوضيحاً للغاية المرتجاة من إنشاء المحطة الفضائية القمرية وما ستقوم به من مهمات، وما تحمله من دلالات، يوضّح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ذلك بقوله: «تمثل محطة الفضاء القمرية عودة البشر للقمر، والمنصة الرئيسية التي ستنطلق منها رحلات البشر للوصول إلى المريخ أيضاً.

سيبدأ العمل فوراً، وستكون الإمارات ضمن هذا المشروع الذي يمثل أحد أكبر طموحات البشر في الفضاء خلال العقد المقبل»، فبهذه الشراكة ستكون الإمارات واحدة من الدول الفاعلة في تجديد البحوث الفضائية المتعلقة بالقمر والتي أصابها الكثير من الركود كما سبقت الإشارة إليه، فضلاً عما ستوفره هذه المحطة الجديدة من قدرات للانطلاق لمواصلة البحث في الأسرار الغامضة لكوكب المريخ الذي يستأثر حالياً بالبحوث الفضائية الرائعة.

ثم يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة الثمينة بقوله: «فخورون بمشاريعنا، فخورون بكوادرنا، فخورون بطموحات أبنائنا، ومتفائل بالعام الجديد الذي سيكون الأجمل والأعظم بإذن الله في تاريخ الإمارات»؛ لتكون هذه الكلمات النابضة بالعزيمة القوية، والفيّاضة بالأمل هي سرّ القوة في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي لا يسمح لكلمة المستحيل والعجز والتراجع أن تكون موجودة في قاموس تفكيره منذ أن نهض بحمل أعباء البناء منذ أكثر من خمسين عاماً، والتي هي خير شاهد على حجم العطاء الذي قدمه هذا القائد (المبروك) والفارس الذي يمتطي صهوة الخيل ويسير بنا في دروب الحياة بكل ثقة وأمل واقتدار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.