: آخر تحديث

الغوص مع سمكة قرش!

8
9
11
مواضيع ذات صلة

قبل سنوات عديدة كنت ومجموعة من الأصدقاء في نزهة غوص بحري في ينبع عندما تقافز الجميع فجأة إلى الماء لأن قرشاً حوتياً مر بالمركب، فقد كانت فرصة نادرة لمشاهدته والسباحة معه، هذا الشغف من غواصين يقدرون الحياة البحرية والحفاظ على بيئتها انتهى دون أن يمس سمكة القرش الضخمة المسالمة الشهيرة بأي ضر، بينما كانت هناك ثقافة سائدة عند البعض لعقود من الزمن باصطياد وقتل أي كائن بري أو بحري يصادفونه حتى وأن كان نادراً أو غير مؤذٍ!

اليوم اختلف الأمر، فالوعي عند الناس زاد بأهمية الحفاظ على الحياة الفطرية، كما أن الأنظمة والتشريعات رسمت الخطوط والحدود، وباتت أكثر قدرة على التعامل مع المخالفين والمتجاوزين على الكائنات لمجرد التسلية أو الهواية!

الأحد الماضي أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن مجموعة من حيتان الأوركا رصدت في مياه محمية جزر فرسان، وحذّر من الاقتراب منها للحماية من التعرض للأذى، حيث إنها من الثديات البحرية الضخمة التي تقع في أعلى قمة هرم السلسلة الغذائية في البيئات البحرية حيث تلعب دوراً إيكولوجياً في التحكم بأعداد الكائنات البحرية الأخرى ويصعب توقع تصرفاتها، بل خطورتها تقارب خطورة أسماك القرش!

ولأنني مارست الغوص سنوات طويلة في ينبع وفرسان وغيرها من بقاع الغوص السعودية في البحر الأحمر فقد استمتعت بشعب مرجانية ساحرة لم تتعرض للتلف أو التلوث البيئي، فلم تكن السياحة مفتوحة، ولم يكن الغوص رياضة معروفة؛ لذلك حفظت هذه المناطق البكر كما هي؛ لتجد اليوم مشاريع سياحية وترفيهية تستفيد منها وتجعلها عنواناً جاذباً للسياحة العالمية، ولكن تحت مظلة معايير حماية بيئية صارمة وحازمة!

أتذكر أنني كتبت مقالاً قبل أكثر من 10 سنوات أحذّر فيه من إقامة مشاريع فنادق الشقق المفروشة متدنية المعايير في جزر فرسان شفقة على هذه الأماكن الساحرة البكر من التدمير، وكأني كنت أنظر إلى المستقبل الذي سيأتي ليرتقي بمعايير الفنادق والمنتجعات السياحية على سواحل البحر الأحمر وجزره الساحرة إلى مستوى عالمي يحافظ على سحر وبيئة المكان!

باختصار.. الحمد لله، نملك كنزاً من البيئة البحرية الساحرة التي لا تملكها دول أخرى استنزفتها السياحة وسوء استخدام المراكب وكثافة حركتها، ونملك أيضاً قوانين صارمة للحفاظ عليها ووعياً اجتماعياً بأهميتها!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد