يتغير مشهد خلق الثروة بسرعة مذهلة مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا يقتصر الأمر على عمالقة التقنية والمستثمرين، بل يجد المستخدمون اليوميون لمنصات الذكاء الاصطناعي طرقًا مبتكرة لتوليد دخل كبير من إنشاء المحتوى إلى الاستثمارات الذكية في مختلف المجالات. في هذا المقال نستعرض إحدى تجارب المستثمرين والمتمثلة في تجربة منصة ريتر(Rytr) المتخصصة في تطوير المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي.
أسس المنصة أبهي جودارا في أبريل 2021 وبدأت كحل مبتكر لمشكلة سائدة وهي صعوبة إنشاء المحتوى خاصة للفرق الصغيرة. كانت نظرة غودارا إلى احتياجات السوق عميقة. أدرك إمكانات منصة GPT-3 والذي تم تأسيسها من قبل شركة (Open AI). كانت بدائل المنصة كثيرة وقدمت مخرجات دون المستوى، مما فرض أهمية توفير منصة تحقق تطلعات العملاء في تطوير محتوى سريع وبجودة عالية.
وسرعان ما أثبتت الشركة نفسها كشركة رائدة في مجال كتابة الذكاء الاصطناعي، حيث تخدم المنصة أكثر من 300 ألف عميل على مستوى العالم وحققت إيرادات عالية. بدأت المنصة بفريق مكون من 3 أشخاص، وركزت المنصة على استراتيجيات النمو العضوي وذلك بالإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن، فيسبوك، وريديت للحصول على أول اختبار وتحليل ردود الأفعال حول المنتج دون الإنفاق على الإعلانات.
كان التحدي الأول للمنصة هو الحصول على أول ألف عميل. تعامل الفريق مع هذا من خلال طرح المشروع على منصة اب سومو (App Sumo)، والذي وفر نحو 100 مستخدم و 500 دولار مبيعات في اليوم الأول. وساعدت المنصة في التعرف على ردود فعل قيمة ساعدت في تحسين المنتج. ارتكزت استراتيجية أبهي جودارا على أهمية التركيز وعدم التوسع في مجالات مختلفة، مع إعطاء الأولوية لجودة المنتج والتسعير المناسب، وساعد هذا النهج المنصة في النمو بمعدل يزيد على 50 % شهرياً، مع الحفاظ على الربحية والهوامش العالية.
وتحت قيادة جودارا لم تحقق المنصة نجاحًا ماليًا فحسب، بل كان لها أيضًا تأثير كبير على سوق أدوات كتابة الذكاء الاصطناعي حيث لعب نهجه العملي في المراحل المبكرة من خلال طلبات الدعم وردود الفعل دورًا حاسمًا في تشكيل المنتج وفقًا لاحتياجات العملاء إلى جانب تحديد الأولويات الاستراتيجية.
هذه القصة ليست سوى مثال لكيفية استخدام بعض الأفراد للذكاء الاصطناعي لخلق الثروة في مختلف القطاعات، ومع استمرار تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطور فإنها تفتح المزيد من المسارات لخلق الثروة المبتكرة من خلال نماذج الأعمال التي تستند في جوهرها على تقنيات الذكاء الاصطناعي لحل الأزمات.