: آخر تحديث

اليوم الدولي لمكافحة الفساد

10
14
12
مواضيع ذات صلة

في أي منظومة أو شركة أو مؤسسة حين ينخرها جسدها الفساد فتوقع اضمحلالها وفناءها سريعا، وأما إذا كان الفساد على مستوى الدول، فلن يكون هناك أي شكل من أشكال التقدم والازدهار والنمو الاقتصادي، بل على العكس سينتشر الفقر المدقع، والبطالة، والجهل فضلا عن التباعد المهول والقاسي بين طبقات المجتمع.

- نحن نتحدث عن هذا الموضوع لأن يوم (9) من شهر ديسمبر الحالي يوافق (اليوم الدولي لمكافحة الفساد). ويأتي الشعار لهذه السنة بعنوان : «20 عاما على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد: نحو عالم متحد ضد الفساد»، والحقيقة أنه لا يوجد دولة في العالم يمكنها أن تصل إلى المرحلة المثالية (الملائكية!) وأن يكون عندها معدل (صفر) للفساد فهذا شبه مستحيل، ولكن المهم أن يكون في أدنى مستوياته مقارنة بالدول الأخرى المتقدمة في هذا الشأن، أي أن يكون مستواه في أدنى درجاته، بحيث تكون الشفافية عالية، والقوانين صارمة وحازمة، وآلية التنفيذ والعقوبة واضحة وسريعة.
- المملكة قفزت في السنوات الماضية القليلة قفزات مهمة وقوية وصارمة في مجال مكافحة الفساد، وأصبح الكل يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على أي عمل فيه نوع من الفساد أو حتى شبة للفساد! وقد قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- : « الفساد في المملكة العربية السعودية من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم بدون حساب».
- وبحسب ويكبيديا ونقلا عن البنك الدولي يعرف الفساد:«بأنه شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظمة يُعهد إليها بمركز سلطة، وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السلطة لصالح الفرد. يمكن للفساد أن يشمل العديد من الأنشطة التي تتضمن الرشوة والاختلاس ... ». وأما معجم أوكسفورد الإنكليزي فيعرفه بأنه: «انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة»، ولعل أسبابه متعددة فمنها ضعف الوازع الديني، الجشع المادي والرغبات، البيروقراطية الزائدة.
- والجدير بالذكر أن ما تقوم به (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد) من أعمال ميدانية ومحاسبة ومراقبة ومباشرة للقضايا الجنائية والإدارية يشكل خطوة كبيرة وفعالة نحو تحقيق أهداف رؤية (2030)، وسيجعل الفساد يضمحل ويتضاءل ليكون في أدنى مستوى له مقارنة بالدول الأكثر شفافية على مستوى العالم.
- وتأملوا معي هذا الحديث النبوي الشريف الذي يبين صورا من درء شبهات الفساد وهو: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملًا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال: يا رسول الله هذا لكم وهذا أهدي لي، فقال له: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيةً بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له أم لا، فو الذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ....».
- ولعل الفساد هو ما حاك في صدرك، وتوجس منه ضميرك، وخشيت أن يطلع عليه أحد!.

على العائلات ألا تتخلى عن أيتامها


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.