: آخر تحديث

الشارقة وجبران

10
12
12
مواضيع ذات صلة

قبل نحو عام استضاف بيت الحكمة في الشارقة معرض «إطلالة على الروح.. جبران خليل جبران»، الذي نُظم بالتعاون مع «لجنة جبران الوطنية»، و«متحف جبران». وضمّ المعرض أعمالاً ولوحات تعرض لأول مرّة، مع ركن خاص بمقتنيات الفنان و4 دفاتر مخطوطة ومسودات لأبرز أعماله، وبينها مسودة كتابه «النبي» الذي مازال مقروءاً على نطاق واسع في العالم العربي وفي الولايات المتحدة وفي بلدان أجنبية أخرى، حتى إن عدد الطبعات المترجمة منه فاقت مئة طبعة حول العالم.

واليوم يأتينا خبر أهم من الشارقة نفسها وعن جبران أيضاً، حيث وجّه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بمنحة لترميم وتحديث متحف جبران، وعلى مدار خمسة أعوام في قريته، ومسقط رأسه «بشرّي»، في التفاتة إنسانية وثقافية من الشارقة وحاكمها المثقف راعي الثقافة والفنون في مختلف البلدان العربية، تجاه أديب وفنان عربي ومبدع له من المكانة الشيء الكثير في تاريخ لبنان الثقافي، وفي الثقافة العربية عامة، وفي تأثرها وتأثيرها في الثقافات الإنسانية.
صيت جبران خليل جبران ذاع في الولايات المتحدة التي قصدها وهو فتى صغير بمعيّة والدته التي قررت الهجرة مع أولادها الأربعة، وكان جبران أحدهم. ويمكن القول إن الاهتمام به لبنانياً وعربياً، أتى بعد أن نال الشهرة في المهجر، وفي العالم العربي نعرف جبران أكثر من خلال مؤلفاته، خاصة «النبي»، و«الأجنحة المتكسرة»، و«دمعة وابتسامة»، وغيرها، كما نعرفه من خلال مراسلاته مع مي زيادة التي أثارت فضولاً كبيراً لدى القراء والأدباء وكتّاب السير، وما زالت هذه المراسلات محطّ اهتمام واسع.
تخليد ذكرى كبار المبدعين من أدباء وفنانين، وإحياء تراثهم وجعله متاحاً للأجيال الحاضرة والقادمة ينم عن تحضر الأمم ورقيّها، بينما يشي إهمال ذكرى وتراث هؤلاء بالعكس تماماً، ونحن نعلم ما عليه لبنان اليوم، وما يعانيه هذا البلد الشقيق وحاضرة الثقافة العربية ومنارتها، من صعوبات جمة على الصعد المختلفة، وهي صعوبات تعانيها حواضر ثقافية عربية أخرى أيضاً، ما يجعل من المتعذّر أن يجري الالتفاف على مسألة على هذا القدر من الأهمية، ولكن اليد الكريمة لحاكم الشارقة امتدت نحو هذا الصرح الثقافي والفني تعبيراً عن وعي عميق بوحدة ثقافتنا، ووفاء لرمز من رموزها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد