: آخر تحديث

«المرأة البحرينية في التنمية الوطنية.. مسيرة ارتقاء في وطن معطاء»

37
37
49
مواضيع ذات صلة

استمتعت‭ ‬مؤخراً‭ ‬بمشاهدة‭ ‬أحداث‭ ‬فيلم‭ ‬هندي‭ ‬بعنوان‭ (‬GUNJAN‭ ‬SAXENA‭)‬،‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية‭ ‬مُلهمة،‭ ‬تحكي‭ ‬صراع‭ ‬بطلته‭ ‬الشابة‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حول‭ ‬طموحها‭ ‬وحلمها‭ ‬بأن‭ ‬تعمل‭ ‬قائدة‭ ‬لطائرة‭ ‬حربية‭ ‬وبين‭ ‬نظرة‭ ‬وموقف‭ ‬مجتمعها‭ ‬من‭ ‬المرأة،‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬المرأة‭ ‬مخلوقاً‭ ‬ثانوياً،‭ ‬ويطلب‭ ‬منها‭ ‬نبذ‭ ‬أحلامها‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بدور‭ ‬ربة‭ ‬البيت‭ ‬كزوجة‭ ‬وأم‭ ‬تلبي‭ ‬جميع‭ ‬احتياجات‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتها‭ ‬من‭ ‬طبخ‭ ‬وتنظيف‭.. ‬إلخ،‭ ‬حيث‭ ‬انقضت‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬بين‭ ‬سعي‭ ‬بطلته‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمها‭ ‬ومحاربة‭ ‬زملائها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬المهيأة‭ ‬للرجال‭ ‬فقط،‭ ‬واجتهادهم‭ ‬للحطّ‭ ‬من‭ ‬قدرها‭ ‬وقدرتها‭ ‬باعتبارها‭ ‬امرأة،‭ ‬حتى‭ ‬استطاعت‭ ‬بإصرارها‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬مآربها‭ ‬وتحوّل‭ ‬أحلامها‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الحروب‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬مشاركتها‭ ‬إنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬زملائها‭ ‬الذين‭ ‬استهزأوا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬لتصبح‭ ‬بطلة‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ويُكرّمها‭ ‬الرئيس‭.‬

طوال‭ ‬مشاهدتي‭ ‬للفيلم‭ ‬كنت‭ ‬أستشعر‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬حبانا‭ ‬الله‭ ‬بها،‭ ‬وأحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬وجودنا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬متحضّر‭ ‬عريق‭ ‬يفيض‭ ‬وعياً‭ ‬بمدى‭ ‬أهمية‭ ‬المرأة‭ ‬ويحترم‭ ‬كيانها‭ ‬ويُشجّع‭ ‬طموحها‭ ‬ويحتفي‭ ‬به،‭ ‬وفي‭ ‬دولة‭ ‬أكّدت‭ ‬رؤية‭ ‬قائدها‭ ‬أهمية‭ ‬شراكة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬رجالاً‭ ‬ونساءً،‭ ‬بنص‭ ‬دستوري‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬رؤية‭ ‬جلالته‭ ‬قد‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬آلية‭ ‬وطنية‭ ‬لحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬تُعنى‭ ‬بتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتتابع‭ ‬تقدّمها،‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ (‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬2001‭) ‬برئاسة‭ ‬سيدتي‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬اشتغل‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬نشأته‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً،‭ ‬ودأب‭ ‬على‭ ‬تحديثها‭ ‬وتطويرها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لتواكب‭ ‬المستجدات‭ ‬العالمية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أطرٍ‭ ‬من‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المجيد‭ ‬قد‭ ‬بات‭ ‬قريباً،‭ ‬وهو‭ ‬الشهر‭ ‬الذي‭ ‬يحتفي‭ ‬أوّله‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مباركة‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لتوجيهات‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬به‭ ‬مذاك‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬يحمل‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحريني‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬شعار‭ (‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭.. ‬مسيرة‭ ‬ارتقاء‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬معطاء‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬شعار‭ ‬يُكرّس‭ ‬للدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬الأطراف‭ ‬المساهمة‭ ‬فيها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقعها‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين‭ ‬والتخصصات‭ ‬ومختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬وباعتبارها‭ ‬شريكا‭ ‬رئيسيا‭ ‬وأساسيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تنميته‭ ‬كعضو‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬المجتمعية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬قطاعاتها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬سعياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرفاه‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يُعد‭ ‬مؤشراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬على‭ ‬تفاعلها‭ ‬المؤثر‭ ‬والمنتج‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬شعار‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬عشرينية‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬يتمتع‭ ‬بشمولية‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تستوعب‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التخصصات،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غطت‭ ‬الشعارات‭ ‬السابقة‭ ‬تخصصات‭ ‬محددة‭ ‬بعينها،‭ ‬فالمميز‭ ‬في‭ ‬شعار‭ ‬عشرينية‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬مظلة‭ ‬احتفائه‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ستشمل‭ ‬جميع‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬أثّرن‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تخصصها‭ ‬أو‭ ‬وظيفتها،‭ ‬حيث‭ ‬سيُحتفى‭ ‬بها‭ ‬لأنها‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬فقط‭ ‬ولأنها‭ ‬يجدر‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بكيانها‭ ‬وكينونتها‭ ‬وبوجودها‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬دولة‭ ‬تمنح‭ ‬لهذا‭ ‬الوجود‭ ‬تقديراً‭ ‬واحتفاءً‭ ‬يليق‭ ‬به،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬الفكر‭ ‬الشمولي‭ ‬الحصيف‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬والذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬احتفالاً‭ ‬يطول‭ ‬جميع‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويجعل‭ ‬فرحته‭ ‬تلامس‭ ‬قلوبهن‭ ‬جميعاً‭. ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬عضو‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬من‭ ‬تقدّم‭ ‬إلى‭ ‬تقدّم‭ ‬يفوقه‭ ‬أثرا‭.‬


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد