نتوارث إعلامياً مرغمين وليس مخيرين، أشياء وبشرا أيضاً بشكل مختلف عن الإرث الشرعي، ما يعني الوقوع في ورطة أدبية وسياسية وثقافية لا مفر منها ولا تمكن معالجتها بأي حال من الأحوال!
في حوار طريف مع صحافي عربي مخضرم، تولدت فكرة مناقشة هذا الأمر غير المعقد أساساً حول كيفية القبول والتعامل مع بعض الكُتّاب الذين حقيقة يثيرون السخط والغضب لما يسطرونه من ركاكة في المحتوى والفحوى!
هناك كُتّاب أصحاب اختصاص بالهذيان ومواد لا طعم ولا لون ولا قيمة لها نهائياً، بينما يلام محرر صفحة المقالات على النشر لهؤلاء الكُتّاب والسكوت والتهاون على هذا الانحراف الإعلامي والصحافي عموماً، وهي ملامة جائرة.
لماذا ملامة جائرة؟!
لأن هؤلاء الكُتاب الذين تتوارثهم الصحف أو بالأحرى يتوارثهم محررو المقالات، من دون أن يكون لديهم القرار والخيار الآخر في معالجة هذه المصائب الصحافية، وهو العبء بعينه على العقل والمنطق!
وجدت شخصياً أن الحل الأمثل في التعامل مع الإرث غير الشرعي لكُتّاب مقالات التفاهة، على أنهم جزء من قطع الأثاث المكتبي أو العهدة التي يتسلمها المحرر، فالخيارات محدودة في التغيير، بل مستحيلة!
يستطيع محرر المقالات جلب الورد أو الاستماع لما تشتهي النفس من موسيقى ووضع الصور الخاصة أو لوحة فنية، لكنه لا يستطيع تغيير موروث الأثاث المكتبي، ومنها إرث كُتّاب مقالات التفاهة!
الكتابة اليومية مرهقة جداً حين يكون الكاتب مبدعا بالتحليل والنقد البناء والتنوع أيضا بأفكار مقالات مختلفة ومفيدة للقارئ وللصحيفة نفسها إستراتيجياً، ولكن نجد هناك كُتّابا مصدر إرهاق ذهني للقارئ وزملاء المهنة، حين تتكرر بصورة مستمرة الهلوسة بالنشر!
يميل بعض الكُتّاب باستمرار استخدام العامية لعنوان المقالة وفي المضمون أيضاً، وهو زحف نحو تشويه اللغة العربية، علاوة على الكتابة بأسلوب الحكاوى، فيما يختص البعض الآخر بنشر سلسلة مقالات منقولة نصاً من كتب، وهو خروج عن القواعد الصحافية.
الشأن الحكومي لا يختلف عن عالم كُتّاب التفاهة، فمثلما هناك إرث غير شرعي في عالم الصحافة، هناك أيضا إرث حكومي مماثل كقطع الأثاث من قياديين ومستشارين لا يمكن تغييرهم، فهم جزء من العهدة، حتى لو كانوا عبئاً رسمياً!
ثمة فوضى وتفاهة أخرى في فضاء تويتر، فهناك من تتملكه نزعات وهم المرجع الكبير بالثقافة والتاريخ والعمل السياسي، بينما الواقع يقول إنه الأحمق الكبير والصدى لكورال التفاهة والسفاهة.
الرد الحكيم على الأحمق الكبير جاء على لسان المتنبي بقوله:
قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم
شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ

