: آخر تحديث
شكلوا تهديدًا إقليميًا ذو أبعاد متعددة أمنيًا وإيديولوجيًا

جهاديون من مخيمات تندوف يتزعمون خلايا "داعش" في الساحل

4
3
3

إيلاف من الرباط : كشفت صحيفة " لافانكوارديا " (La Vanguardia ) الإسبانية، استنادًا إلى مصادر استخباراتية، أن عددًا من الصحراويين، المولودين في مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر)، أصبحوا، في الوقت الحالي، قياديين بارزين في تنظيم "داعش" في منطقة الساحل الإفريقي، مشكّلين تهديدًا إقليميًا ذو أبعاد متعددة، أمنيًا وإيديولوجيًا.

وبحسب التقرير، الصادر الثلاثاء في صحيفة
‏ la revue d afrique نقلا عن الصحيفة الإسبانية، فإن هؤلاء العناصر يتمتعون بخلفيات لغوية متنوعة تشمل العربية والإسبانية والفرنسية، وهو ما يمنحهم قدرة كبيرة على التنقل والتجنيد وتوسيع نفوذهم الجهادي في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وقد تم رصدهم وهم يتزعمون خلايا مسلحة تتبنى أطروحات عنيفة تمزج بين الانفصال المسلح والفكر الجهادي الراديكالي.

من جبهة البوليساريو إلى تنظيم داعش
مصادر الاستخبارات الإسبانية ترى أن هؤلاء الشبان نشأوا في بيئة موبوءة قائمة على الانفصال والتحريض والعداء للمغرب ولدول الساحل. كما تلقوا على مدار سنوات خطابًا تحريضيا داخل المخيمات، مما سهّل تحولهم لاحقًا إلى "قنابل موقوتة" في خدمة التنظيمات الإرهابية. 

ووفق المصدر ذاته ، فإن الكثير منهم لا يملكون وثائق هوية رسمية، ما يمنحهم هامش حركة واسعًا في مناطق النزاع والإفلات من الرقابة.

تندوف.. "منطقة رمادية" خارج القانون
وتُثير هذه المعطيات تساؤلات حارقة حول طبيعة الرقابة الأمنية داخل مخيمات تندوف، التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو الانفصالية بدعم من الجزائر، حيث تفتقد هذه المنطقة لأي إشراف دولي فعلي، مما يجعلها وفق تعبير بعض المحللين "منطقة رمادية" يمكن استغلالها لتدريب عناصر مسلحة أو تمرير أسلحة ومقاتلين نحو بؤر التوتر.

تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي
ويرى خبراء أمنيون أن هذه المعلومات تؤكد ما سبق أن حذّرت منه تقارير مغربية ودولية بشأن خطر التداخل بين الانفصال المسلح والإرهاب الجهادي في منطقة الساحل والصحراء. 
ويُعدّ هذا التطور صفعة قوية للبوليساريو، التي حاولت على مدى عقود ترويج صورة "حركة تحررية"، بينما تكشف الوقائع الميدانية اليوم عن روابط متنامية بين بعض عناصرها والتنظيمات الإرهابية.

صمت رسمي جزائري
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من السلطات الجزائرية بشأن ما ورد في التقرير الاستخباراتي الإسباني. ويُرتقب أن تثير هذه المعطيات قلقًا أمنيًا لدى الاتحاد الأوروبي ودول الساحل، خصوصًا مع تنامي الهجمات الإرهابية في المنطقة وعودة آلاف المقاتلين إلى الساحة الإفريقية بعد انهيار التنظيم في سوريا والعراق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار