إيلاف من الرباط : في موقف سياسي واضح، أعلن رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك)، إيفاريست نكامانا،دعمه الصريح لمغربية الصحراء، مؤكداً أن مدينة العيون تُجسد نموذجاً تنموياً فريداً في القارة الإفريقية. وقال في تصريح لـ"إيلاف"، في ختام زيارته رفقة الوفد المرافق له لأوراش التنمية بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، إن "العيون اليوم تقول للعالم: الصحراء مغربية، وكل ما يُنجز فيها يبرهن على ذلك... عاشت الصحراء مغربية".
وأضاف أن " الأقاليم الجنوبية تشهد طفرة عمرانية واقتصادية تعكس الرؤية الاستباقية للعاهل المغربي الملك محمد السادس،والتي حولت هذه الربوع إلى قاطرة تنموية تمتد آثارها نحو العمق الإفريقي".
وشملت الزيارة الميدانية للوفد البرلماني، الذي يضم ممثلين عن برلمانات كل من الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، والكونغو برازافيل، والغابون، وغينيا الاستوائية، عدداً من المشاريع الاستراتيجية بالعيون، من بينها معمل "فوسبوكراع" للفوسفات، وأوراش الميناء الأطلسي الجديد، والمكتبة الوسائطية وسط المدينة.
وذكر نكامانا أن ما شهده من تطور عمراني وصناعي يعكس دينامية قوية تقودها ساكنة العيون، مشيراً إلى أن نسبة تشغيل الشباب المحليين في هذه المشاريع تتجاوز 90 في المائة، وهو ما اعتبره نموذجاً ناجحاً للتمكين الاقتصادي والتنمية المحلية.
محور لوجستي نحو إفريقيا الوسطى
واعتبر رئيس برلمان (سيماك )أن مشروع الميناء الأطلسي الجديد يُعد ركيزة استراتيجية لربط شمال إفريقيا بوسطها، مشيراً إلى أن البنيات التحتية التي تُنجز في الأقاليم الجنوبية للمملكة ليست مجرد استثمارات وطنية، بل مشاريع إفريقية بامتياز تخدم التكامل الاقتصادي القاري.
وقال في هذا السياق "نحن لا نرى فقط منشآت عمرانية، بل رؤية تنموية تجمع الاقتصاد بالثقافة، والصناعة بالبحث العلمي، والتنمية المحلية بالتعاون القاري".
تعاون اقتصادي مرتقب بين المغرب و(سيماك)
في إطار تعزيز الشراكة جنوب – جنوب، كشف نكامانا أن تكتله الإقليمي يستعد لتوقيع مذكرة تفاهم مع الجانب المغربي، على هامش المنتدى البرلماني الاقتصادي المقرر تنظيمه الجمعة بمدينة العيون.
وأوضح أن وفد (سيماك)، الذي يضم أكثر من 30 برلمانياً، جاء إلى المغرب "للاستفادة من تجربته التنموية، وبناء مسارات جديدة للتكامل الإفريقي على أسس واقعية وفعالة".
وأشاد في ختام تصريحه بالسياسات التي أرساها العاهل المغربي، والتي حولت الأقاليم الجنوبية إلى واجهة اقتصادية وجيوسياسية صاعدة في إفريقيا، مؤكداً أن ما تحقق على أرض الواقع بالصحراء المغربية يستحق التقدير والدراسة كمرجع إفريقي في مجالات الحكامة الترابية والتنمية المستدامة.