إيلاف من الرباط: كشف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، والوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، أن مؤسسات الإيواء السياحي في البلاد، أصبحت خاضعة لنظام تصنيف موحد يعتمد معيار عدد "النجوم"، بهدف تعزيز جودة الخدمات والتنافسية بعدما أصبح المغرب من بين الوجهات الأكثر تفضيلا للسياح.
وأوضح بايتاس، في مؤتمر صحفي أعقب انعقاد المجلس الحكومي الخميس بالرباط، أن هذا النظام الجديد يشمل جميع أصناف الإيواء السياحي، بما في ذلك الفنادق والرياضات، والقصبات، والنوادي السياحية، والإقامات العقارية، التي كانت تصنف سابقاً وفق درجات، مبرزاً أن النظام الحالي سيمكن الزبون، سواء المغربي أو الأجنبي، من اختيار عرض واضح وموثوق يعكس مستوى الخدمة المقدمة.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن هذا التطور التنظيمي جاء نتيجة إصدار خمسة قرارات تنفيذية مشتركة بين وزارة الداخلية ووزارة السياحة، في إطار تفعيل القانون الخاص بالمؤسسات السياحية.
وتشمل هذه القرارات، تحديد معايير تصنيف المؤسسات السياحية، واعتماد نماذج موحدة للوثائق المرتبطة بالرخص والتصنيف، وإدماج المؤسسات ذات الطابع المغربي الأصيل في التصنيف الرسمي. إضافة إلى اعتماد آلية "الزيارات السرية" لتقييم جودة الخدمات ميدانياً، وتنظيم وضعية الإقامات العقارية المرتبطة بالنشاط السياحي.
وأشار بايتاس إلى أن هذه الخطوات تندرج ضمن رؤية استراتيجية اعتمدتها الحكومة منذ تنصيبها، تهدف، في مرحلة أولى، إلى دعم العاملين في القطاع السياحي خلال أزمة كوفيد-19، ثم الانتقال لاحقاً إلى تأهيل البنية التحتية السياحية وتيسير مناخ الاستثمار.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير بايتاس أن الحكومة ضاعفت مجهوداتها لتشجيع الاستثمار السياحي، عبر الرفع من الدعم العمومي الموجه للمنعشين، والذي قد يصل إلى 30% في بعض المشاريع، إلى جانب تسريع المساطر ( الاجراءات) وتحفيز تنويع العرض السياحي الوطني.
وأبرز بايتاس أن هذه الإصلاحات بدأت تعطي ثمارها، مشيراً إلى أن القطاع السياحي سجل خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 أداءً وصفه بـ"الاستثنائي"، تمثل في تحقيق عائدات بقيمة 34.4 مليار درهم (حوالي 3.44 مليار دولار)، بزيادة قدرها 7.5% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، أي ما يعادل 2.4 مليار درهم إضافية (24 مليون دولار).
كما استقبل المغرب 5.7 مليون سائح إلى حدود نهاية أبريل الماضي، بارتفاع ناهز 23% مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2024،ما يعادل مليون سائح إضافي في أربعة أشهر فقط، وهو ما عزز موقع المملكة ضمن الوجهات السياحية الأكثر دينامية في العالم، والأولى على مستوى القارة الإفريقية.