: آخر تحديث
"شعرت أن مستقبلي أسود"

تعليق المنح الأميركية يحدث صدمة في أوساط الطلاب في مصر

5
5
3

يروي عمر دهيم، الطالب بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لبي بي سي أن يوم الأحد الماضي بدأ كيوم عادي للطلاب الذين يستعدون لبداية العام الدراسي الجديد في واحدة من الجامعات المرموقة في مصر، والتي تتعدى تكلفة الدراسة السنوية فيها آلاف الدولارات، حيث كان الطلاب يحضرون مخيمًا تمهيديًا يسبق الدراسة، التي كانت مقررة بعد عدة أيام.

يقول عمر "توقف برنامج المخيم في منتصف اليوم، وطلب منا منسقو الوكالة الاجتماع في إحدى القاعات، حيث أبلغونا بتعليق المنحة الدراسية لمدة ثلاثة أشهر، وأكدوا أنهم لا يعرفون المزيد من التفاصيل أو كيف سيؤثر ذلك على عامنا الدراسي".

عاش مئات الطلاب المصريين لحظات صعبة بعد الإيقاف المفاجئ للتمويل المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمنحهم الدراسية في عدد من الجامعات المصرية، مما تركهم في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم الأكاديمي.

جاء قرار إيقاف المنح بعد إصدار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مذكرة حكومية تأمر بتعليق جميع المساعدات المالية الفيدرالية، بما في ذلك المنح والقروض، لمدة 90 يومًا للمراجعة.

وفي أول مؤتمر صحفي لها كسكرتيرة صحفية للبيت الأبيض، قالت كارولين ليفات إن الدافع وراء التجميد هو "الحرص على أموال الضرائب".

ما بعد العاصفة

تلقى الطلاب لاحقًا رسالة بريد إلكتروني، حصلت بي بي سي على نسخة منها، تفيد بإيقاف تمويل دراستهم، مع مطالبتهم بدفع المصروفات الدراسية أو البحث عن بدائل أخرى.

"الطلاب كانوا في حالة انهيار وعدم تصديق أن حلمهم بالدراسة في إحدى الجامعات المرموقة على مستوى العالم قد انتهى بعد عام من الاختبارات لاجتياز شروط القبول"، يروي عمر.

عمر هو أحد الطلاب المتضررين في برنامج "رواد وعلماء مصر"، قال: "البعض كان قد التحق بجامعات حكومية لكنه أوقف قيده بعد قبوله في المنحة، فيما لم يتقدم آخرون لأي جامعة أخرى، وبالتالي أصبح مستقبلهم الآن في خطر".

وأضاف أن الطلاب طُلب منهم دفع آلاف الدولارات قبل 12 فبراير شباط أو مغادرة الجامعة.

حقائب الطلاب خارج السكن الجامعي

انتشرت صور وفيديوهات توثق لحظات إخلاء الطلاب للسكن الجامعي، حيث ظهر بعضهم في حالة صدمة كبيرة بسبب القرار المفاجئ.

وصف الطالب محمد أشرف شعوره عند مغادرة السكن الجامعي لبي بي سي قائلًا: "معظم طلاب المنحة من محافظات مختلفة، وفوجئنا جميعًا بطلب إخلاء السكن الجامعي بشكل فوري، مما تسبب في حالة من الارتباك الشديد. لكن أخبرنا المسؤولون عن السكن الجامعي وزملائنا من اتحاد الطلبة أنه يمكننا البقاء حتى ندبر أمور السفر والعودة إلى المنزل".

وأضاف محمد: "لحظة توديع زملائنا كانت مؤثرة وصعبة، لم أصدق أن حلمي بمستقبل مشرق قد انتهى وأصبح مستقبلي أسود ومجهولًا. لا أعلم مصيري ولا أستطيع حتى الالتحاق بجامعة أخرى في منتصف العام الدراسي".

رد فعل وزارة التعليم العالي المصرية

تدخلت الحكومة المصرية لحل الأزمة حيث عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أيمن عاشور، الثلاثاء اجتماعًا طارئًا للمجلس الأعلى للجامعات لمناقشة مشكلة الطلاب المُلتحقين بالجامعات المصرية وناقش الاجتماع موقف 1077 طالبًا في مرحلة البكالوريوس على منح الوكالة موزعة على الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية المقدمة ل877 طالبًا والجامعة الأمريكية بالقاهرة ل200 طالب، بحسب بيان رسمي للوزارة.

وأكد عاشور التزام الجامعات بكافة المخصصات والمصروفات الدراسية التي كانت تخصصها الوكالة الأمريكية للطلاب حتى انتهاء الفصل الدراسي الثاني، "كما ستظل الوزارة والجامعات ملتزمة بدعم هؤلاء الطلاب لمواجهة أي تحديات مستقبلية"، بحسب البيان.

ولكن حسب عدد من الطلاب تواصلت معهم البي بي سي، فهذا القرار شمل الطلاب المقيدين في الجامعة منذ العام الدراسي الحالي الذي بدأ في سبتمبر / أيلول الماضي، لكن الطلاب الذين يقضون سنة الدراسة التمهيدية بالجامعة الأمريكية ومن المفترض أن يبدأوا الدراسة في الفصل الدراسي الثاني فبراير/ شباط الجاري أو الفصل الدراسي اللاحق وعددهم حوالي 110 طالب لم يصلهم أي خطابات تؤكد أن هذا القرار يشملهم.

وناشد الطلاب وزير التعليم العالي وإدارة الجامعة الأمريكية والجهات المانحة لإيجاد حل سريع يضمن استمرارهم في التعليم، مؤكدين أن التكلفة المرتفعة تفوق قدرة أسرهم المالية.

في ظل هذه الأزمة، يواصل اتحاد الطلاب محاولاته لدعم زملائهم المتضررين، حيث بدأ حملة تمويل جماعي للمساعدة في تمويل الطلاب الذين لم يشملهم القرار. ويترقب جميع الطلاب قرارًا حاسمًا ينهي حالة القلق وعدم اليقين التي يعيشونها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار